وهَلْ أَنا إلا مِنْ غَزِيَّةَ إنْ غَوَتْ ... غَويتُ وإنْ تَرْشُدْ غَزِيَّةُ أَرْشُدِ
ولهذه الحكمة وردت القصص في القرآن المجيد ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾ [ق: ٣٧]، فإنْ ظَنَّ هذا القائلُ أنَّ الله سبحانه أراد بذكرها الحكاياتِ والأسمارَ فقد تمسَّكَ من أقوال الزَّيغِ بمُحْكَم سببِها حيث قالوا: هذه أساطيرُ الأولينَ اكْتَتبها.
وهذا كتابٌ نفيسٌ حاوٍ للفوائدِ الدُّنيوية والأُخروية جمعًا، للإمام العلاَّمة مُجير الدِّين العُلَيميِّ الحنبلي، وَسَمه بـ"التَّاريخ المعتبر في أنباء مَنْ غَبر" ذَكَر فيه من الحوادث العجيبة والوقائع الغريبة والعبر، وأخبارِ مَنْ فات ومَنْ حضر، ما ترتاحُ لسماعه القلوب، وما يزُول عن مطالعه ما يجده من الهمِّ والكُروب، أوردَ فيه أخبارَ الأنبياءِ وأحوالَ الأممِ والملوكٍ، وذكر تراجمَ الأعيانِ من الصَّحابة والتابعين والأئمة المَرْضيين، مُعرِّجًا على ذكر الحكماء والصُّلحاء والشعراء، مُؤْثرًا في سرده الاختصار، على التطويل والإكثار، بأسلوب سهلٍ بعيدٍ عن التعقيد في ذكر الأحداث، مبوِّبًا لذلك أحسنَ تبويب.
فقد ابتدأ كتابَه بقصص الأنبياء؛ بذكرِ آدمَ وانتهاء بعيسى ﵉.
ثم ذكرَ أممَ اليهودِ والنَّصارى والهند والسِّند والسُّودان وغيرِهم، حاكيًا فيها الأمور العِجَاب، مُوردًا جملةً من الإسرائيليات على سبيل
مقدمة / 8