তারিখ মিসর মিন ফাতহ উসমানি
تاريخ مصر من الفتح العثماني إلى قبيل الوقت الحاضر
জনগুলি
وقد قدرت نفقاتها لذلك الوقت بنحو 1800000 جنيه، عدا أعمال السخرة التي لا يستهان بها، وقد قدر «السير ولككس» ما تكلفته القناطر على البلاد بنحو 4000000 جنيه.
وعندما جربت القناطر لأول مرة اتضح أنها لا تفي بكل الغرض المراد منها إلا بعد الإصلاح. وسنأتي على ذكر ذلك عند الكلام على الأعمال العامة التي تمت بعد عام (1300ه/1882م).
القناطر الخيرية.
هذه هي أهم الأشغال العامة التي قام بها محمد علي، وقد كاد يهم بإنفاذ مشروعات أخرى خطيرة، مثل مد سكة حديدية بين السويس والقاهرة، ومثل حفر قناة السويس مما سنتكلم عليه في موضعه. ونقول بمناسبة هذا المشروع الأخير: إنه بعد أن خرجت الحملة الفرنسية من مصر ظل بعض العلماء الفرنسيين يفكرون في إبراز هذا المشروع الخطير إلى الوجود، وقصد جماعة منهم ليحببوا إلى محمد علي حفر هذه الترعة، فقابل مشروعهم في أول الأمر بصدر رحب، وكلف المسيو لينان - لينان باشا - أن يرسم له خطة لذلك، لكنه عاد فتراخى في الأمر. ويقال إنه لم ينظر إلى المشروع بعين الرضى؛ إذ قال مرة في حديث له: «إني لا أريد أن أجعل وادي النيل طريقا دوليا.» وقال في حديث آخر: «إني أخشى أن تكون هذه الترعة بسفورا آخر.»
5 (4-4) نهضة التعليم
تولى محمد علي شئون مصر في عصر ساد فيه الجهل بين أهلها، وانحطت فيه مداركهم، ودرست دور العلم عندهم، وهذه نتيجة طبيعية لحكم المماليك البيكوات، الذين قبضوا على البلاد بيد من حديد مدة وضعوا فيها بين المصري وبين نور العلم الحديث حجابا كثيفا لم يزده طول حكمهم إلا جدة؛ والسبب في ذلك يرجع إلى ما فطروا عليه من الجهالة، وعدم ميلهم إلى التعلم، واعتزالهم العالم بأسره.
فلما رأى محمد علي ما عليه البلاد من التدهور أراد أن يصلح حال رعيته بالتعليم، فوجه إليه شطرا عظيما من عنايته، فاعترضه في طريقه عدة عقبات؛ إذ كان الآباء يمتنعون عن إرسال أبنائهم إلى دور العلم مع تكفله بنفقات تعليمهم وإطعامهم وإلباسهم، وكان يحبب إليهم العلم والتعليم بإعطائهم الرواتب الشهرية. ومن العجيب أنه كان مع هذا يضطر غالبا إلى أن يقود التلاميذ إلى دور العلم بالسلاسل والأغلال. ومن هؤلاء أفراد نبغوا وساروا فيما بعد بالتعليم شوطا بعيدا.
أما المدارس التي أسسها محمد علي فكانت على ثلاثة أنواع: ابتدائية، وتجهيزية، وخاصة، فأنشأ خمسين مدرسة ابتدائية في أمهات البلاد، وكان عدد من فيها من الطلبة أحد عشر ألفا تقريبا، وأسس مدرسة لتعليم نخبة أبناء الأمة سماها كلية الأمراء، كان يتعلم فيها أبناؤه وأبناء الأمراء، بلغ عدد تلاميذها نحو 500 تلميذ.
أما مدارسه الخاصة فكانت عديدة، وأهمها وأعظمها فائدة للبلاد مدرسة الطب، التي قضت على عهد التمائم، والسحر، والرقى وغيرها من أنواع الشعوذة التي كان يتطبب بها المصريون. والفضل في إنشاء هذه المدرسة راجع إلى الدكتور «كلوت بك» أحد نجباء الفرنسيين الذين كانوا في خدمة الحكومة المصرية.
أسست هذه المدرسة بأبي زعبل كطلب الدكتور المذكور سنة (1242ه/1827م)، وكان غرضه من إنشائها ترقية هذا الفن في البلاد حتى يوجد بها أطباء تسد حاجة الجيوش البرية والبحرية. وقد قدم له في هذا الشأن تقريرا جاء في آخره: «يجب أن يكون بمصر مدرسة للطب تكون تلاميذها من المصريين المخلصين، الذين يغارون على بلادهم ويحبون تقدم وطنهم. ويتوصل إلى ذلك بإنشاء مستشفى عمومي يتعلم فيه مائة وخمسون شابا ممن لهم إلمام تام بمعرفة اللغة العربية قراءة وكتابة ومبادئ الحساب، ويجب أن تدرس لهم اللغة الفرنسية وأنواع الطب بفروعه ولا سيما الجراحة، وتكون مدة الدراسة بها أربع سنوات، يختبر التلميذ في آخر كل سنة منها.»
অজানা পৃষ্ঠা