তারিখ মিসর মিন ফাতহ উসমানি
تاريخ مصر من الفتح العثماني إلى قبيل الوقت الحاضر
জনগুলি
ولما قتل شاهين بك كبير المماليك وعلم الناس بهذا الخبر أغلقوا الحوانيت، وصارت العساكر بعد ذلك تنهب وتسلب في جميع أنحاء العاصمة بدعوى البحث عمن هرب من المماليك للفتك بهم، ولما علم محمد علي بما ارتكبه الجنود من السلب، والنهب، ركب جواده ونزل بشخصه يمنع العسكر من ارتكاب هذه الجرائم. وقد حذا حذوه ابنه طوسون باشا في إيقاف الجنود عند حدها. ويقال إن محمد علي كان في شدة الوجل خوفا من خيبة تدبيره، وكان قد أعد الخيل للهرب إذا لم يفلح.
وفي أثناء حدوث هذه الحوادث في القاهرة أصدر في الوقت نفسه أوامره لكل حكام المديريات بقتل من يعثرون عليه من المماليك؛ فكان مجموع من قتل منهم بالقاهرة والمديريات يزيد على الألف. وهكذا انقرضت هذه الطائفة التي عاثت في الأرض فسادا أكثر من ستة قرون، أذاقت في خلالها المصريين كل صنوف الذل والعذاب.
محمد علي في القلعة وقت مذبحة المماليك (رسم علي أفندي يوسف، عن صورة بدار الكتب السلطانية). (2) الحروب الوهابية في بلاد العرب
من أعظم الثورات المشهورة، وأكبر الفتن الدينية التي شاهدتها بلاد العرب من عهد القرامطة، الثورة التي أضرم نارها الوهابيون؛ وذلك أنهم أثبتوا في حماستهم العسكرية وشجاعتهم البدوية صفات العرب القديمة وتمسكهم بالدين. ومؤسس هذه النهضة رجل اسمه «عبد الوهاب» من بني تميم بنجد، وقد أطلق على ما كان متمسكا به من العقيدة «المذهب الوهابي».
ولد عبد الوهاب صاحب هذا المذهب عام (1108ه/1696م) في قرية تسمى «العيينة» من إقليم «العارض». وقد جاور في أثناء شبابه بمكة والمدينة ومعظم مدن المشرق المشهورة، وخاصة البصرة. ولما رأى في أثناء سياحاته العديدة أن الدين الحقيقي داخله الفساد، وتسلطت عليه البدع والمنكرات، عزم على إصلاح ما أفسده المفسدون. وكانت قواعد مذهبه وسياسته على غاية من الإيجاز في الإصلاح الإسلامي، وهي أشبه بالإصلاح البروتستنتي عند المسيحيين.
وكان الوهابيون في عقيدتهم ومذهبهم على طريق أهل السنة والجماعة، والأساس الأصلي لمذهبهم هو توحيد الله، واعتقاد أن النبي
صلى الله عليه وسلم
إنسان أدى ما يجب عليه من إبلاغ الرسالة، ورفض جميع تفاسير القرآن التي لم تأت من طريق السنة، ومن معتقداتهم أن الناس عند الله سواء، وكلهم عباده، أكرمهم عنده أتقاهم وأصلحهم في أعماله، وبنوا على هذا الاعتقاد أن الاستغاثة بالذين توفوا من الأولياء الصلحاء والأنبياء إثم عند الله ، وبدعة حدثت في الدين يجب استئصالها وإزالة كل أثر يقويها، كالتناصيب التي على القبور والقباب وما أشبهها، فأزالوها وحرموا زيارتها والتوجه إليها والاستغاثة عندها. ويرون أن الحلف بسيدنا محمد
صلى الله عليه وسلم
جريمة كبرى، ويلعنون من يكثر من الخضوع للموتى لعنا مؤبدا، ولا يلفظون بلفظ «سيد» للنبي
অজানা পৃষ্ঠা