رجع الحديث إلى أمر الحصر وما أخطأ أهل البلد بإصابة القدر من النصر
ولم يزل الأمر في شدة، والرعية في رداءة وردة، والسور يخرق بكل هدة (1)، وبلاء الضرب يبلى منه كل جدة، حتى قنط الراجي، وكان باليأس من النجاة التناجي، وحذر الهول وهال المحذور، واتسعت النقوب وضاقت (2) الصدور، وتجلد المسلمون للخطب،/ 38/ وأخذوا من جهتهم في النقب، فخبطوا في ظلمة الأرض خبط عشواء
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب
تمته ومن تخطئ يعمر فيهرم
(3)، وصادفوا مغارات الروم فشنوا فيها الغارة الشعواء، وقتلوا عدة من رجالهم، وصدوهم عن مجالهم.
وقعدوا هنالك مقاعد للسمع (4)، وحكموا في جناية النباش بعقوبة القطع، ورتبوا رجالا على كل فوهة، وأقاموا هنالك في أهبة غير ذات أبهة، ولو أنهم متعوا بالقوت لمنعوا، ولو حفظوا لما ضيعوا، وما زالوا هناك في ضيق من العيش والقرار، وعضاض (5) مع ضباع ذلك الوجار (6)، حتى غلبهم
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب
تمته ومن تخطئ يعمر فيهرم
পৃষ্ঠা ১২০