أو هذه الإشارة
يلفظ بها كلها سينا و
يلفظ بها «إكس
x » ثم كملها بعد قليل بتحليل أعلام ملوكية يونانية ورومانية وفرعونية، ثم أوضح بعد ذلك أن الصيغ النحوية في اللغة الهيروغليفية توافق المصطلح عليها في اللسان القبطي، وأنه بناء على استكشافه هذا أصبح من السهل على كل إنسان ترجمة هذه الخطوط وقراءتها. ثم ساح مرتين في إيطاليا من سنة 1824 إلى سنة 1826 فتيسر له بذلك تقويم تاريخ الدولة الأخيرة الطيبية كله، وقد اشترى أيضا في مدينة ليفورن مجموعة سالت
Salt
للحكومة الفرنساوية وهي جرثومة المتحف المصري بباريس، ثم أرسل إلى مصر في شهر يوليو سنة 1828 فراد البلاد كلها لحد الشلال الثاني هو ولجنة توسكانية، وعاد منها ومعه أشياء نفيسة ومصنوعات متنوعة هي الآن محفوظة بمتحف اللوفر بباريس، ونقل أيضا جملة رسوم وصور قد نشرت فيما بعد بعنوان «آثار مصر والنوبة»، ولما عاد إلى باريس في شهر مارس سنة 1820 استحصل على الرخصة بإحداث درس في علم الآثار المصرية بمدرسة فرنسا، ولكنه عاجلته منيته في 4 مارس سنة 1832، وقد أنهكته الأسفار وأضناه الترحال وهد قواه دأبه على العمل والاجتهاد، وترك للخلف كتابين بخط اليد لم يساعده الزمان على تكميلهما وهما؛ كتابه في مفردات اللغة المصرية؛ وكتابه في قواعدها النحوية، فكانا دليلين على مروره بهذه الدار الفانية ، وأن له فيها أعمالا باقية. (5) الكلام على علم الآثار المصرية بعد شامبوليون
ما لبث العلم الذي وضع هذا المجتهد قواعده أن انتشر بسرعة تامة في أنحاء أوروبا، ففي إيطاليا بواسطة «روزليني» رئيس البعثة التوسكانية الذي رافق شامبوليون في مصر، فإنه نشر كتابا سماه «الآثار» تكلم فيه على ما عثر عليه، وجمعه أثناء رحلته. وفي إنجلترا على يد «ولكنسن، وهنكس، وبرش»، وفي ألمانيا بهمة «ليبسيوس، وبنسن»، وأما فرنسا فقد ترك فيها هذا الأستاذ شقيقه البكري شامبوليون فيجاك فسار على أثره قاصدا تكميل طريقته مع غاية الاجتهاد، ومن غير انتقاد، وكذلك تلامذته «شارل لونورمان، وأمبيروبواتفان وف. دوسولسي» على أن اجتهاد علماء الفرنساوية الباحثين في اللغة المصرية لم يرجع إلى مقامه الأعلى، ودرجته القاصية إلا حينما جاء على رأسهم العلامة عمانويل ده روجه (المولود سنة 1811 المتوفى سنة 1872).
وقد توصل العلماء إلى فك هذه الخطوط بالتمام والكمال، ولكنهم لم يكونوا قادرين على ترجمتها بل كان القوم يكتفون باستخراج قطع من جملها والإتيان بطريقة حيثما اتفقت على ما تضمنته من الحوادث التاريخية، حتى جاء الجهبذ ده روجه فنشر سنة 1849 كتابه الذي سماه «بحث على نقوش أحمس» وأوضح فيه الطريقة التي ينبغي التعويل عليها في إعراب الجملة المصرية وتحليلها لتعيين معنى كل كلمة وكل عبارة بالضبط والدقة، واستبدل الجمل التفسيرية المبنية على الظن والتخمين التي اكتفى بها العلماء إلى ذلك العهد بترجمة حرفية دقيقة جدا، وهو أول من اجتهد في درس الكتابات التي بخط اليد بالقلم الهيراطيقي، وكاشف العلماء بماهية وكنه الفنون الأدبية عند المصريين بما أتحفهم به من ترجمة قصيدة بنتارو (سنة 1858)، ولما عين مدرسا بمدرسة فرنسا سنة 1860؛ جرى في تعليمه بها على الطريقة الدقيقة التي اتبعها في أشغاله الشخصية، وقد أتى بنتائج صادقة حقيقية في كل عمل باشره سواء كان متعلقا بالتاريخ أو بالنحو.
ولنا أن نقول: إن ما استنبطه هو موافق للصحة مطابق للصواب، وأنه سيبقى كذلك على ممر الأحقاب. وفيما كان عدد قليل من العلماء مثل شاباس ودڤٻريا وبوشير يقتدون به ويجتهدون في طبع نسخ الخطوط التي سبق للناس معرفتها؛ كان أوجست مارييت (المولود سنة 1821 المتوفى سنة 1881) يعاود أعمال شامبوليون على نفس شواطئ النيل، وقد بذل قصارى جهده في تكثيرها وترقية العلم بها، بما لم يكن في الحسبان، فإن الحكومة الفرنساوية أرسلته إلى مصر في سنة 1850 فعثر على السرابيوم المجاور لمنف وأتحف متحف اللوفر بعدد وافر من المخلفات وكمية عظيمة من الآثار، وقفنا منها على تاريخ العائلات المصرية الأخيرة كله تقريبا.
وفي سنة 1858 عين مديرا عاما للآثار القديمة في مصر وبقي في هذه الوظيفة إلى أن اخترمته المنون، وقد أسس متحف «أنتيكخانة» بولاق وأزال الأتربة والردوم التي كانت متراكمة على الهياكل الكبيرة بإدفو ودندرة وأبيدوس، وراد المدافن القديمة التي في منف، وكان أينما ذهب تراءت له الآثار كأنها تجيب نداءه وتلبي طلبه؛ وبذلك يحق لفرنسا أن تفتخر بشامبوليون في فك الهيروغليفي، وبروجيه في تنظيم طريقة القراءة الهيروغليفية وترجمتها، وبمارييت في تأسيس مصلحة منتظمة تقوم بالبحث عن الآثار المصرية وحفظها، وأما إنجلترة وألمانيا وهولاندة وإيطاليا والنرويج والسويد والروسيا فقد دخلت في هذا الميدان على إثر فرنسا، واشتركت في الأعمال التي سبقهم فيها الفرنساويون بما جعل لهن أيضا نصيبا في الفضل والفخار. ويقول الفرنساويون إن أمامهم شيئا كثيرا ينبغي عليهم عمله للمحافظة على هذا التقدم وهذا الرجحان، وأنهم ما زالوا محافظين عليهما إلى الآن، وما برحوا يوالون السير في الطريق الذي اختطه مارييت في مصر، فإن الإرسالية المستديمة المستحدثة في القاهرة سنة 1881 هي سائرة في طريق التقدم والنجاح.
অজানা পৃষ্ঠা