ذكر الأكابر والكتاب في زمانه وهم الكمال والشرف وسيد الرؤساء وابن بهمينار وتاج الملك
قال: كان نظام الملك مؤيدا بقرينين، مؤيدين لدولته أمينين. وهما كمال الدولة أبو الرضى فضل الله بن محمد صاحب ديوان الإنشا والطغراء. وشرف الملك أبو سعد محمد بن منصور بن محمد صاحب ديوان الزمام والاستيفاء. وكلاهما صاحب الرأي والتدبير والجاه والمال والدهاء، ومعدن الفضل والعطاء. وكان لهذين الكبيرين نائبان.
والكمال ولده سيد الرؤساء أبو المحاسن محمد، وكان مقبلا مقبولا، قد اختصه السلطان بخدمته، واختاره لندمته، واستأمنه على سره. وبلغت مرتبته من اصطفاء السلطان إلى غاية لم يبلغها أنيس ولم يصل إلى رتبتها جليس. وقد كتب إليه السلطان يستبطنه بخط يده بيتا بالفارسية معناه، أنك لا تتأثر بالغيبة عني، فإنك تجد من تأنس به غيري. وأنا أتأثر بغيبتك فإني لا أجد الأنس بغيرك.
قال: فصار ختنا لنظام الملك وتزوج بابنته، وزاد ذلك في منزلته. وضرب له سرادق، وله الكوس والعلم، والخيل والحشم. وأما النائب عن شرف الملك فقد كان الأستاذ أبا غالب البراوستاني من أهل قم والنجيب الجرباذقاني. ثم انصرف أبو غالب ، وتولى مكانه في النيابة الأعز الكامل، أبو الفضل أسعد بن محمد بن موسى البراوستاني، فلم يزل نائبا إلى أن صار أستاذا، ولقب بمحمد الملك، بعد شرف الملك، ولم يكن لأحد من السلاطين مستوف كأبي الفضل في الضبط والتحفظ، والذكر والتيقظ، وحفظ القوانين، وتدبير الدواوين.
وكان أيضا ملجأ لفضلاء الزمان، وموسعا عليهم بالإحسان. وكان على باب السلطان وفي ديوانه كتاب فضلاء، وكفاة كبراء، ونواب علماء أذكياء.
وكان لمتولي فارس وزير يقال له: ابن بهمنيار، ويلقب بعميد الدولة. وهو رجل بصير بالأعمال، ذو همة عالية. فاتصل بخدمة السلطان وعلت مكانته، وسمت منزلته.
পৃষ্ঠা ২২১