============================================================
وفي 24 اغسطس سنة 410 م استولى القوط الغربيون بقيادة ألرك ع531له على مدينة روما وعاثوا فيها تخريبا وفسادا ، فسقطت هذه المدينة العظيمة التي لم يستطع غزوها آحد من قبل طوال آكثر من ثمانمائة سنة . فكان لهذا الحادث آثر هاتل في كل نواحي الامبراطورية الرومانية المترامية الاطراف ، كان من آوائل من عبروا عته القديس أوغسطين (في الرسالة رقم 127 فء: والموعظة رقم 81 ف ، ورقم 105 ف12 وما يتلوه ، ورقم 246 ف وما يتلوه) والقديس جيروم أواير ونيموس (الرسائل أرقام 126 127، 128، 10) . ولما كان الاباطرة الرومان ابتداه من قنسطنطين الاول (324 - 337 م) قد صاروا نصارى ومكنوا للمسيحية من الظهور والانتشار بعد الاضطهادات الشديدة التي انصبت على النصارى في الامبراطورية الرومانية منذ نيرون (54 - 68) حتى ديوكليسيان (284 - 305 م)، فقد راح الوثنيون ، وكانوا لا يزالون هم الاغلبية، يعزون آسباب انهيار روما والانحلال العام الذي آصاب الامبراطورية الرومانية الى انتشار الديانة المسيحية . لهذا انتدب أوغسطين للدفاع عن المسيحية ضد هذا الاتهام، فأنشأ يكتب كتابه الاساسي المشهور "مدينة الله" ابتداء من سنة 415 أو بداية سنة 416 م، وفرغ من كتابة المقالات العشر الاولى منه في ذلك الوقت ، وقد كرسها للرد على الوثنيين. لكنه أحس بآن كتابه هذا في حاجة الى تكملة تتولى بيان ما وقع في تاريخ العالم قبل ذلك الوقت من مصائب وكوارث لا شأن للمسيحية بها، لأنها سبقت ظهورها. فعهد أوغسطين بهذه المهمة الى أوروسيوس، وكان قد وفد عليه حديتا من آسبانيا الى هبونه 6 ( في تونس الآن) حيث كان مركز أسقفية أو غسطين . وكان الهدف من رحلة أوروسيوس في الاصل هو الاستفادة من علم أوغسطين للرد على آتباع يرسكلانوس 1لتهة،ط الذين عظم شأنهم في آسبانيا. وكما يبدومن الفقرة 9 من مقدمة اوروسيوس، فان أوغسطين كلفه بكتابة مختصر للتاريخ العام للانسانية منذ البداية حتى سنة 416 م يبين فيه ما أصاب الانسانية من كوارث ومصائب على مدى تاريخها ، وبذلك يبرهن للوننيين ان كوارث روما والامبراطورية ليست من عمل المسيحية ، بل أمر انساني عام حدث على مدى تاريخ الانسان. وقد أتم أوروسيوس هذه المهمة ونشر كتابه في سنة 417 - 418 م. ومن هنا جاء الكتاب مقودا بهذه الغاية : إبراز ما جرى في تاريخ الانسانية من مصائب وكوارث، أرجعها الى ارتكاب
পৃষ্ঠা ৮