============================================================
3 - وتقول ابن خلدون التي تناظر مواضع في الترجمة العربية المشاراليهالا تتفق في تصها الحرفي ولا في طولها، إذ يلاحظ ان ابن خلدون يتصرف فيها بالتلخيص الشديد، وبالتقديم والتأخير وضم مواضع من اماكن متباعدة جدا بعضها الى بعض، على الرغم من انه يبدأ النقل بقوله : "قال هرشيوش"... ويختمه بقوله : "انتهى كلام هروشيوش" فكيف نفسر هذه الظاهرة ] هل نقول ان ابن خلدون لم يكن يدقق فيما ينقل من نصوص رغم نسبتها الى اصحابها، وكان يتصرف فيها كما يشاء؟
أو نقول انه إنما كان ينقل عن مختصر "لكتاب" اوروسيوس تصرف فيه مصنفه في الترجمة العربية الكاملة التي تمت في عهد الحكم الثاني المستنصر؟ لكنه ليس لدينا اي دليل - حتى الآن - على وجود مثل هذا المختصر. ولهذا فانه فرض مجاني لا مبرر له، ولا نريد ان نصنع صنيع ليفي دلافيدا فتفترض وجود ترجمتين لكتاب اوروسيوس، فهذا خطا فيا يتعلق بالنقول التي أوردها ابن خلد ون . لأن ما اتفق في بحمله مع الترجمة العربية أو مع النص اللاتيني إنما هو موجز جدا وفيه تقديم وتأخير.
فعلى عكس مما سيفعل بعده المقريزي، لم يكن ابن خلدون يحرص على دقة النقل فيما ينقل، رغم تصريحه بأنه ينقل عن أوروسيوس وتحديده لبداية تقله ونهايته.
لقد كان البكري والحميري والمقريزي دقيقين فيما ينقلون عن اوروسيوس، آما ابن خلدون فكان يتصرف تصرفا غريبا وعلى حسب هواه فيما ينقله عن اوروسيوس 4- وهناك امر آخر بالغ الأهمية فيا يتصل بمسألة الدقة العلمية والحاسة التاريخية والروح النقدية عند ابن خلدون ، وهي انه ينقل عمن دعاه هروشيوش اخبارا حدثت في المائتي عام التالية لتآليف اوروسيوس لكتابه. وقد امتد به النقل فيما يتصل بالقوط - إلى ان وصل الى لذريق اخر ملوك القوط عند الفتح العربي للأندلس في سنة 91ه. فكيف عاب هذا الأمر عن ابن خلدون؟ لعله ظن ان هروشيوش كان يعيش في القرن السابع الميلادي او بعده
পৃষ্ঠা ৩৯