وقد تخربت هذه القلعة فى زمن المترجم ومضى على ذلك عدة سنوات. فأمر أرسلان خان بعمارتها وجعل مقره هنالك، وجعل أحد الأمراء الكبار مستحفظا لها ليحافظ عليها كما ينبغى. وكان لهذه القلعة حرمة عظيمة فى نظر الخلق. وعند ما بلغ خوارزمشاه بخارى فى شهور سنة أربع وثلاثين وخمسمائة (1139 م) كان الأمير زنكى على، خليفة «2» وواليا على بخارى من قبل السلطان سنجر «3»، فقبض عليه وقتله وخرب القلعة، وبقيت خرابا أكثر من سنتين. ولما صار ألبتكين واليا على بخارى من قبل كورخان فى شهور سنة ست وثلاثين وخمسمائة (1141 م) أمر فى هذه السنة بتعمير هذه القلعة وجعلها مقرا له وصارت القلعة أحسن مما كانت. وفى شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة (1143 م) جاء حشم الغز إلى بخارى وحوصر عين الدولة وقراچه بيك والوزير شهاب، فكانت واقعة ومحنة عظيمتين، واستولى حشم الغز على القلعة وقتلوا الوزير شهابا وخربوها وظلت خرابا وحينما أرادوا فى شهور سنة ستين وخمسمائة (1164 م) إقامة ربض بخارى وكان من اللازم أن يكون أساس الربض من الآجر فككوا أساس القلعة وأبراجها التى كانت من الآجر واستخدموها فى بناء ربض بخارى فتخربت تلك القلعة كلية، ولم يبق من ذلك القصر أى بناء آخر أو أثر.
وفى شهور سنة أربع وستمائة (1207 م) استولى خوارزمشاه محمد بن السلطان تكش على بخارى وعمر القلعة ثانيا وقهر الختا «1» ثم جاء عسكر التتار فى شهور سنة ست عشرة وستمائة (1219 م) وكان أميرهم چنكيز خان «2»، وحاربوا على باب القلعة اثنى عشر يوما واستولوا عليها وخربوها.
পৃষ্ঠা ৪৫