وقد روى أحمد بن محمد بن نصر وذكر محمد بن جعفر وأبو الحسن النيسابورى أنه لما بنى بيدون بخار خداة هذا القصر، انهدم، فأعاد بناءه ثم انهدم، وكان يبنيه مرارا ثم ينهدم، فجمعوا الحكماء وطلبوا تدبر الأمر، فصار الانفاق على أن يبنى هذا القصر على سبعة عمد حجرية على شكل بنات نعش «1» التى فى السماء، فلم يهدم على تلك الصورة. والعجب الآخر هو أنه منذ بنى هذا القصر لم ينهزم فيه ملك، بل كان النصر حليفه. والعجيب أيضا هو أنه منذ بنى لم يمت فيه ملك قط لا فى الجاهلية ولا فى الإسلام، وحين كان يدنو أجل ملك من الملوك كان يعرض سبب، فيخرج منه ويتوفى فى مكان آخر. وظل الحال على ذلك منذ بنائه حتى خرابه. ولهذه القلعة بابان شرقى وغربى. ويسمى الباب الشرقى بباب الغورية «دروازه غوريان) والغربى باب الصحراء (در ريكستان) وقد سمى فى زمن المترجم باب العلافين (در علف فررشان). وكان فى وسط القلعة طريق يمتد من هذا الباب إلى ذاك. وكانت هذه القلعة مقر الملوك والأمراء والقادة، كما كان يوجد بها السجن والدواوين الملكية والقصر الملكى وبيت الحريم والخزانة من قديم الزمان.
পৃষ্ঠা ৪৪