الذي انقرض من الصحابة وكبار التابعين ضعيف إلا الواحد بعد الواحد. كالحارث الأعور والمختار الكذاب، فلما مضى القرن الأول ودخل الثاني كان في أوائله من أوساط التابعين جماعة من الضعفاء الذين ضعفوا غالبًا من قبل تحملهم وضبطهم للحديث، فتراهم يرفعون الموقوف ويرسلون كثيرًا، ولهم غلط. كأبي هارون العبدي. فلما كان عند آخر عصر التابعين وهو حدود الخمسين ومائة تكلم في التوثيق والتضعيف طائفة من الأئمة.
فقال أبو حنيفة: ما رأيت أكذب من جابر الجعفي.
وضعف الأعمش جماعة ووثق آخرين.
ونظر في الرجال شعبة وكان متثبتًا لا يكاد يروي إلا عن ثقة وكذا كان مالك١.
وممن إذا قال في هذا العصر قبل قوله: معمر، وهشام الدستوائي، والأوزاعي، والثوري، وابن ماجشون، وحماد بن سلمة، والليث وغيرهم.
ثم طبقة أخرى بعد هؤلاء. كابن المبارك، وهشيم، وأبي اسحاق، الفزاري، والمعافي بن عمران الموصلي، وبشير بن مفضل، وابن عيين وغيرهم.
ثم طبقة أخرى في زمانهم كابن علية، وابن وهب، ووكيع.
ثم انتدب في زمانهم أيضًا لنقد الرجال الحافظان الحجتان يحيي بن سعيد القطان وابن مهدي. فمن جرحا لا يكاد ينمدل جرحه. ومن وثقاه فهو المقبول ومن اختلفا فيه – وذلك – اجتهاد في أمره.
ثم كان بعدهم ممن إذا قال سمع منه. إمامنا الشافعي، ويزيد بن هارون، وأبو داود الطيالسي، وعبد الرزاق،. والفريابي، وأبو عاصم النبيل، وبعدهم طبقة أخرى كالحميدي، والقعنبي، وأبي عبيد، ويحيي بن يحيي، وأبي الوليد الطيالسي.
ثم صنفت الكتاب ودونت في الجرح والتعديل والعلل٢
_________
١ فتح المغيث ٣/٣١٨
٢ المصدر السابق.
1 / 9