১৯শ শতাব্দী ও বিংশ শতাব্দীর প্রথম চতুর্থাংশে আরব সাহিত্যের ইতিহাস
تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين
প্রকাশক
دار المشرق
সংস্করণের সংখ্যা
الثالثة
প্রকাশনার স্থান
بيروت
জনগুলি
لا ريب بعد السعد لاشيء فاخرُ ... وقد قُرحت بالدمع منَّا المحاجرُ
لقد غبت يا شمس الكمال فأُرعدتْ ... فرائصنا والحزنُ للقلب فاطرُ
وفاضت مياهُ الدمع منَّا فما لنا ... وحقَك قلبٌ بعد فقدك صابرُ
وليل الشقا فينا اكفهَّر ظلامهُ ... وضاقت علينا بالفراق السرائرُ
لتبكِ المعالي بعد بُعدك حسرةً ... كما لبستْ ثوب الحداد المفاخرُ
أيا لوذعيَّا كان الدهرُ سيدا ... ومن كفّهِ للجود هام وهامرُ
عليك من الرحمان أضعاف رحمة ... ورضوانهُ ما ناح في الروض طائرُ
وما قال بالأحزان فيك مؤرخٌ ... فلا ريب بعد السعد لا شيء فاخرُ
وقد خلف لنا آثارًا أدبية أوسع من السابقين رجلٌ سبقت لنا ترجمتهُ وإطراء فضلهِ في باب التاريخ (ص٢٣ - ٢٤) نيقولا الترك فان طول باعه في الآداب ليس دونهُ في التاريخ ولدينا من نظمهِ الرائق ونثره المسجع الفائق ما يشهد لهُ بالتقدُّم بين آل عصرهِ. وفي مكتبتنا الشرقية نسختان من ديوانهِ تنيف النسخة على ٤٠٠ صفحة ترى فيها كل مضامين الكتابة في الرثاء والمدح والوصف والهجو والمزاح. وقد عارض أصحاب المقامات فوضع منها إحدى عشرة مقامة نسبها إلى راوٍ دعاهُ الحازم ومسفارِ فكه سمَّاه أبا النوادر. وفي كتابنا علم الأدب (١: ٢٧٨) مقامة منها وهي الأولى المدعوَّة بالديريَّة نسبة إلى دير القمر قدَّمها المؤلف للأمير بشير وأودعها من حسن التعبير وبديع اللفظ وبليغ المعاني ما يدلُّ على براعتهِ في فنون الإنشاء. أما شعرهُ فمنسجم سهل المأخذ مطابق لمقتضى الحال مع كثرة التفنن في النعوت والأوصاف وفيهِ مع ذلك بعض الضعف إذ نبغ في الشعر بجودة قريحتهِ دون الدرس على أستاذ يلقنهُ ومعلّم يرشدهُ. وها نحن نثبت هنا شيئًا من شعرهِ لإفادة القراء وتنويهًا بحسن صفاتهِ فمن لك قولهُ في مدح الأمير بشير وهي أول قصيدة قالها فيهِ:
دنا البشرُ المجيد المستصابُ ... وأشرقَ في معاليهِ الشهابُ
وتمَّ لنا المُنَى بمزيدِ أمنٍ ... بهِ زال العنا والاضطرابُ
إلى أن قال:
لهُ في المشكلات حميدَ رأي ... وحزمٍ لم يزغُ عنهُ الصوابُ
يلي الهيجاء في عزمٍ شديدٍ ... لديه لانت الصّم الصلابُ
كماةُ الحرب عند لقاهُ فرَّت ... كما فرَّت من الليث الذبابُ
وإن خفقت بنور سطاه صاحت ... غشا الضرغام وانقضَّ العقابُ
1 / 40