في مجالسهم ومنازلهم باللؤلؤ المنثور. وعن المأمون أنه لما زفت إليه بوران بنت الحسن بن سهل وهو على بساط منسوج بالذهب وقد نثرت على نساء دار الخلافة اللؤلؤ فنظر إليه منثورا على ذلك البساط فاستحسن المنظر وقال:
لله در أبى نواس كأنه أبصر هذا حيث يقول:
كأن صغرى وكبرى من فواقعها * حصباء در على أرض من الذهب وقيل شبهوا باللؤلؤ الرطب إذا نثر من صدفه لأنه أحسن وأكثر ماء، وأخذ ابن المعتز هذا المعنى في قوله:
وأمطر الكأس ماء من أبارقه * فأنبت الدر في أرض من الذهب وسبح القوم لما أن رأوا عجبا * نورا من الماء في نار من العنب وخطئ أبو نواس في استعماله فيه أفعل التفضيل من غير إحدى الثلاث على ما في المفصل.
(وكم لظلام الليل عندك من يد * تخبر أن المانوية تكذب) في سورة النبأ عند قوله تعالى (وجعلنا الليل لباسا) يستركم عن العيون إذا أردتم هربا من عدو أو بياتا له أو إخفاء ما لا تحبون الاطلاع عليه من الأمور، كما في قول المتنبي: وكم لظلام الليل الخ. ومن المعلوم من مذهب المانوية أن الخير منسوب إلى النور والشر إلى الظلام، فكذبهم أبو الطيب بأن نعمته وخيريته حصلت من الظلام وبين تلك النعمة في قوله بعده:
وقاك ردى الأعداء تسرى إليهم * وزارك فيه ذو الدلال المحجب أي وقاك ظلام الليل العدو وأنت إليهم فيما بينهم فلا يبصرونك، وزارك في الظلام المحجوب الذي له عليك دلال وهو محجوب عن العيون، والبيت المذكور من قصيدته المشهورة التي مطلعها:
أغالب فيك الشوق والشوق أغلب * وأعجب من ذا الهجر والوصل أعجب ومنها البيتان:
وما الخيل إلا كالصديق قليلة * وإن كثرت في عين من لا يجرب لحا الله ذي الدنيا مناخا لراكب * فكل بعيد الهم فيها معذب ألا ليت شعري هل أقول قصيدة * فلا أشتكي فيها ولا أتعتب وكل امرئ يولى الجميل محبب * وكل مكان ينبت العز طيب إلى أن قال يخاطب كافورا:
إذا طلبوا جدواك أعطوا وأحكموا * وإن طلبوا الفضل الذي فيك خيبوا ولو جاز أن يحووا علاك وهبتها * ولكن من الأشياء ما ليس يوهب وأظلم أهل الظلم من بات حاسدا * لمن بات في نعمائه يتقلب وما أحسن قوله أيضا:
وتعذلني فيك القواني وهمتي * كأني بمدح قبل مدحك مذنب ولكنه طال الطريق ولم أزل * أفتش عن هذا الكلام وينهب
পৃষ্ঠা ৩৪৭