الإسراء : 23 ] ( قال النبي صلى الله عليه وسلم : الزنى يورث الفقر ) أي يقل بركة الرزق رواه القضاعي والبيهقي عن ابن عمر بن الخطاب ( وقال عليه الصلاة والسلام ) زنى العينين بصيغة المثنى ( النظر ) أي النظر إلى ما لا يحل يجر إلى الزنى رواه ابن سعد والطبراني وأبو نعيم عن علقمة بن الحويرث ( وقال عليه الصلاة والسلام : النظر إلى النساء الأجنبيات ) أي اللاتي يحل للرجل الناظر نكاحهن ( من الكبائر ) أي إذا وجدت الشهوة وخيف الفتنة ، أي ميل القلب إليهن وإلا فمقدمات الزنى ليست كبائر كما في الزواجر ( وقال عليه الصلاة والسلام : زنى الرجلين المشي ) أي إلى محال المعاصي ( وزنى اليدين البطش وزنى العينين النظر ) أي إلى ما لا يحل ( وقال عليه الصلاة والسلام زنية ) بفتح الزاي وسكون النون وهو للمرة ( واحدة تحبط عمل سبعين سنة ) وروى ابن حبان في صحيحه أنه صلى الله عليه وسلم قال : تعبد عابد من بني إسرائيل فعبد الله في صومعته ستين عاما ، فأمطرت الأرض فاخضرت فأشرف الراهب من صومعته فقال : لو نزلت ، فذكرت فازددت خيرا ، فنزل ومعه رغيف أو رغيفان ، فبينما هو في الأرض لقيته امرأة فلم يزل يكلمها وتكلمه حتى غشيها ، ثم أغمي عليه فنزل الغدير ليستحم فجاء سائل فأومأ إليه أن يأخذ الرغيفين ، ثم مات فوزنت عبادة ستين سنة بتلك الزنية ، فرجحت الزنية بحسناته ، ثم وضع الرغيف أو الرغيفان مع حسناته ، فرجحت حسناته ، فغفر له كذا في الزواجر ( وقال عليه الصلاة والسلام : ما من ذنب بعد الشرك ) أي الكفر ( أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا يحل له ) رواه ابن أبي الدنيا عن الهيثم بن مالك الطائي وقضية هذا الحديث أن الزنى أكبر الكبائر بعد الكفر ، لكن في أحاديث أصح من هذا أن أكبرها بعد القتل كذا أفاده العزيزي ( وقال صلى الله عليه وسلم : إن لأهل النار صيحة من نتن ريح فرج الزاني ) وقال صلى الله عليه وسلم في رواية الطبراني : إن الزناة تشتعل وجوههم نارا ( وقال عليه الصلاة والسلام الغني والزنى لا يجتمعان ) . | ( وقال عليه الصلاة والسلام : ترك الزنى يورث الغنى ) أي يكثر الرزق ( وقال عليه الصلاة والسلام : من زنى ) بالبناء للفاعل ( زني به ) بالبناء للمفعول ( ولو بحيطان داره ) رواه ابن النجار عن أنس بن مالك . قال المناوي : وهذا إشارة إلى أن من عقوبة الزاني ما لا بد أن يعجل في الدنيا ، وهو أن يقع في الزنى في بعض أهل داره حتما مقضيا اه . | وقد حكي أنه قيل لبعض الملوك : إن من زنى أو فعل شيئا من مقدمات الزنى يقتص مثله من ذريته ، فأراد الملك أن يجرب ذلك في بنته ، وكانت في غاية الحسن والجمال ، فتركها مع امرأة فقيرة ، وهي مزينة ومعها من أنواع الحلي والحلل ، وأمرها أن لا تمنع أحدا أراد التعرض لها بأي شيء ، وأمرها بكشف وجهها ، وأن تطوف بها الأسواق ، فامتثلت المرأة ، فما مرت بها على أحد إلا وأطرق منها حياء وخجلا ، ولم يمد أحد نظره إليها ، فلما قربت بها المرأة إلى دار الملك وأرادت الدخول بها أمسكها إنسان فقبلها ثم ذهب عنها ، فدخلت على أبيها فسألها عما وقع ، فذكرت له القصة بتمامها ، فسجد شكرا لله تعالى وقال : الحمد لله ما وقع مني في عمري إلا قبلة واحدة في امرأة واحدة ، فقد قصصت بها من ابنتي كذا في الجواهر للسمرقندي . ( وقال عليه الصلاة والسلام : من زنى بامرأة ) أي مسلمة أو كافرة حرة أو أمة ( فتح الله عليه في قبره ثمانية أبواب من النار يخرج من تلك الأبواب عقارب وحيات إلى يوم القيامة ) وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( في جهنم واد فيه حيات كل حية ثخن رقبة ; لبعير تلسع تارك الصلاة فيغلي سمها في جسمه سبعين سنة ثم يتهرى لحمه وإن في جهنم واديا اسمه جب الحزن فيه حيات وعقارب كل عقرب منها بقدر ; لبغل لها سبعون شوكة في كل شوكة راوية سم تضرب الزاني وتفرغ سمها في جسمه يجد مرارة وجعها ألف سنة ثم يتهرى لحمه ويسيل من فرجه القيح والصديد ) كذا في الزواجر قال الله تعالى : { واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم } [ النساء : 51 ] وقال الله تعالى : { واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان توابا رحيما } [ النساء : 61 ] قال أبو الليث السمرقندي في الجواهر ، فإن لم يؤخذ الحد منهما في الدنيا أخذ في الآخرة بسياط من نار بين الخلائق في الموقف . |
1 ( قصة سيدنا أبي شحمة ) 1
قال : حدثنا عبد العزيز الحجاج الخولاني عن صفوان عن ابن عباس أنه قال
পৃষ্ঠা ৫২