الكتب في توضيح مشكل كلامه، وحل عويصه ولم يكن الإجماع عليه منعقدا، ولم أره سالما من طاعن أو معترض أو منتقد، أردت أن اخبر خبره، لا بالتقليد، بل بالاجتهاد!. وانظر: أحقا أم باطلا
قول الذين سلقوه بالسنة حداد. فشمرت - حينئذ - عن ساعدي الجد بنيل المطلوب وتحصيل المراد.
وتبعت جميع كلامه؛ لاطلع على ما فيه من المحاسن وما فيه من الانتقاد.
فألفيت أبكار معاني قريضه لم يطمثهن انس قبله (ولا جان). ولم يحلق طائر فكر على معاقل ألفاظه
الجزلة، ولم يحم سانح قريحة على مخدرات فكرته الولود، ولم يمد باعث خاطر ناظره إلى مصونات
قريحته القانصة لكل معنى شرود.
وتيقنت أن أبا الطيب ثبير القريض الذي لا يزحم، وبدره الذي ينجلي به ليله الأسحم، وغائص لجته
لا يرضيه من دررها لا كباره، وفارس ميدانه الذي في قصبات السبق لا يشق غباره، ولم اظفر في
نظمه بشيء مما يعاب به شعره، أو يبخس به سعره ، إلا بالقليل النزر، الذي هو بالنسبة إلى محاسنه،
كالقطرة في البحر ..
فعلمت أن الصارم قد ينبو، وأن الجواد قد يكبو، وان الزناد قد يخبو، وأن الكامل من عدت سقطاته،
وأن السعيد من حسبت هفواته (من الطويل - قافية المتدارك):
পৃষ্ঠা ৪