وقوله [فبشرناه بغلام حليم] (¬1) قالت طائفة منهم ابن مسعود ، وابن عباس ، وكعب الأحبار ، وشيخ التفسير محمد بن جرير الطبري ، والإمام مالك بن أنس ، وعليه الأكثرون هو إسحاق ؛ لأنه المبشر به نصا ، قوله [فبشرناها بإسحاق] (¬2) ، وفي قوله [وبشروه بغلام عليم فأقبلت امرأته] (¬3) ومفهوما هنا في قوله [فلما بلغ معه السعي] (¬4) الدال على المصاحبة ، ولم يكن معه في الشام إلا إسحاق ؛ لأنه كان استودع إسماعيل بمكة مع أمه، فالذبيح حينئذ إسحاق ، وقالت طائفة هو إسماعيل ، واحتجت بأنه لما فرغ من قضية الذبيح قال : [وبشرناه بإسحاق] (¬5) ولأنه لما بشر بإسحاق أعلم أن من وراء إسحاق يعقوب ، فيبعد أن يؤمر بذبح من قد أعلم أنه يولد له ، وبأن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : يا ابن الذبيحين ، فتبسم صلى الله عليه وسلم ، وأجيب عن الأول بأن قوله [وبشرناه بإسحاق] (¬6) تفسير كأنه قال : والغلام الحليم المبشر به إسحاق ، وعن الثاني بأن الجملة على قراءة الرفع اعتراضية ، لا حجة فيها ، وعلى قراءة الفتح التقدير / ووهبنا له يعقوب (¬7) 10 أكما في [ووهبنا له إسحاق ويعقوب] (¬1) فهو منصوب بفعل مقدر ، لا مخصوص بالعطف ، إذ يجب في مثل هذا أن تقول : ومن وراء إسحاق بيعقوب ، بإعادة الباء، كما تقول : مررت بزيد ومن بعده بعمرو ، وعن الثالث بأن العرب قد تجعل العم أبا ، والخالة أما كما في [وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل] (¬2) وفي [ورفع أبويه على العرش] (¬3)
قوله [وأنبتنا عليه شجرة من يقطين] (¬4) اليقطين كل شجرة لا تقوم على ساق ، والمراد بها هنا القرع خاصة ؛ لأن الذباب لا يقع عليها ، فسترته بورقها لئلا يؤلمه .
قوله [نبأ الخصم] (¬5) هما جبريل وميكائيل عليهما السلام ، وجمع الضمير في [تسوروا] (¬6) ليطابق لفظ الخصم ؛ لأنه اسم جمع كالركب ، وكنى بالنعجة عن المرأة ، والذي قال له داوود [أكفلنيها] (¬7) أوريا بن حيان ، ولما نكح داوود هذه المرأة بعد أوريا ولدت له سليمان عليه السلام .
قوله [وقال رجل مؤمن] (¬8) الأصح أن اسمه شمعان بشين معجمة ، وقال الطبري اسمه جبريل (¬9) .
পৃষ্ঠা ২০