فيقول: "من مؤلفات أبي علي التكملة فِي التصريف" (^١). وسوف نرى عند الكلام على أثر التكملة فيما بعده من المصنفات أن ابن الشجري نص على الأخذ من كتاب التكملة، كما نصت بعض النسخ الأصول على اسم التكملة عند ابتدائها (^٢).
ووجدت أن جميع النسخ تفصل بين الإِيضاح والتكملة بنهايات تنص على انتهاء الأول وابتداء الثاني، بل أن أبا علي نفسه وضع مقدمة مستقلة لكلا الكتابين.
إن النظرة المتفحصة فِي أبواب الكتابين توضح جليًا أن كلا منهما مستقل فِي موضوعاته عن الآخر استقلالًا بَيَّنَّا، فجميع أبواب الإِيضاح فِي النحو بينما وضعت جميع أبواب التكملة فِي اللغة والصرف. ولم يتعرض أَبُو. علي للنحو إلَّا مرات ضئيلة وبإشارات عارضة من باب الاستدلال على قضايا صرفية (^٣).
ويدعم القول عن استقلال الكتابين أن كلا منهما يحمل اسمًا خاصًا به، فلا يكفي أن يكونا لمؤلف واحد أو أهديا لشخص واحد دليلًا على كونهما كتابًا واحدًا. وقد تكلم قبل أبي علي فِي الصرف علماء أمثال سيبويه فِي كتابه، والمبرد فِي المقتضب، وابن السراج فِي الأصول، لكن هؤلاء جميعًا لم يقسموا كتبهم أقسامًا مستقلة يحمل كلّ منها اسمًا خاصًا مختلفًا، أو وضعوا أكثر من مقدمة أو خطبة لهذه الأقسام.
ولعلَّ أبا علي أراد أن يؤلف كتابًا مستقلًا يتعرض فِيهِ لآرائه اللغوية
_________
(^١) أعيان الشيعة ٢١/ ٣١.
(^٢) انظر وصف نسخة عاطف أفندي (ع)، ومتن الجرجاني (ج ر) وكذلك التعريف الذي صدرت به نسخة أيا صوفيا (ى).
(^٣) انظر مثلًا التكملة ص ٢٥٤ و٤٩٦.
أ
1 / 26