١ - سبب التأليف وتاريخه
يتطلب الحديث عن كتاب "التكملة" ومحاولة تحديد تأليفه، وأسباب هذا التأليف، بالضرورة الحديث عن كتاب "الإيضاح". فكثيرًا ما عدهما المؤرخون كتابًا واحدًا، أطلقوا عليه كتاب الإيضاح. وإن كَانَ عدد غير قليل منهم ينص على ذكر اسميهما مستقلين، فالقفطي مثلًا قَالَ فِي ترجمة عبد القاهر الجرجاني:
"فمن تصانيفه كتاب المقتصد فِي شرح الإِيضاح، وهو مقتصد من مثله على ما سماه، لم يأت فِي "الإيضاح" بشيء له مقدار، ولَمَّا تبرع فِي "التكملة"، لم يقصر بنسبته إلى ما عهد منه، فلو شاء لأطال" (^١)، وابن كثير يعرف أبا علي بأنه "صاحب المصنفات منها الإِيضاح، والتكملة" (^٢)، وذكر صاحب كشف الظنون أن أبا العباس أحمد بن علي الحمصي المتوفى سنة ٦٤٤ هـ نظم الإِيضاح والتكملة شعرًا (^٣)، وكذلك نص على ذكرهما ابن الجزري (^٤)، وذكر بروكلمان عندما عدد مواضع نسخ الكتابين شرح الإِيضاح والتكملة لعبد القاهر الجرجاني (^٥)، وأفرد العاملي كتاب التكملة مستقلًا
_________
(^١) إنباه الرواة ٢/ ١٨٨، وانظر منه أيضًا ١/ ٢٧٥ إذ نص كذلك على التكملة حين عدد مصنفات الفارسي.
(^٢) البداية والنهاية ١١/ ٧٥٢.
(^٣) كشف الظنون ١/ ٥١٥.
(^٤) طبقات القراء ١/ ٢٠٧.
(^٥) بروكلمان ١/ ١١٤.
1 / 25