باسانيو :
لقد أعجزتني يا سيدتي عن التفوه بلفظة واحدة، فما في من متكلم إلا دمي الذي يجيش في عروقي، وأشعر باضطراب في أفكاري أشبه بغوغاء الجمهور إذا ألقى عليهم أمير كريم، كلمات محبته، فاختلطت عواطفهم في إحساس واحد اجتمعت عليه كل تلك النفوس: إحساس الفرح بين صامت، أو صائت، فاعلمي أن حياتي تفارقني قبل أن يفارق هذا الخاتم أصبعي، وإذ ذاك لك أن تقولي: «مات باسانيو».
نريسا :
إن سعدكما هذا لسعد طالما تمنيناه، فأجيزا لنا يا سيدي رفع تهنئتنا إليكما: صفاء وهناء.
غراتيانو :
يا سيدي باسانيو ويا سيدتي! أدعو لكما بما تشتهيان من صنوف النعم، واثقا من أن آمالكما لن تتمادى إلى الإضرار بتحقيق أماني، وعلى هذا أستأذنكما بأن يكون عقد قراني في نفس اليوم الذي ستعينانه لعقد قرانكما.
باسانيو :
إذا وجدت الحليلة فإنا لنأذن بارتياح.
غراتيانو :
لقد ظفرت، ولك الشكر يا سيدي، بالتي أرغب فيها، فإن عيني لا تقلان فراسة عن عينك، وقد لمحت التابعة، كلمحك المتبوعة، فأحببت كما أحببت وشببت كما شببت، وكما كان حظك منوطا بهذه الصناديق كان حظي منوطا بنجاحك، إذ إنني بعد تجشمي عرق القربة لاستمالة هذه الغالية، وإبحاحي صوتي في الإقسام لها على صدق غرامي لم أفز منها إلا بوعد: وهو أنها تقترن بي إذا أنت وفقت للاقتران بمولاتها.
অজানা পৃষ্ঠা