على أصحابه بأمصارهم ولده، وقطعهم بوجوده والقول بإمامته، وأغير (1) بالقوم حتى أخافهم وشورهم (2) ، وجرى على مخلفي أبي محمد (عليه السلام) بسبب ذلك أمر عظيم من حبس وتهديد واستخفاف وذل، فلم يظفر السلطان منهم بطائل. ثم جاء إلى الشيعة الإمامية، واجتهد في القيام عندهم مقام أخيه أبي محمد (عليه السلام) فلم يقبل أحد منهم ذلك ولا اعتقد فيه ما رام وتعرض له، مضى إلى سلطان الوقت والتمس مرتبة أخيه، وبذل مالا جليلا، وتقرب بكل ما ظن أنه يتقرب به، فلم ينتفع بشيء من ذلك. ولجعفر أخبار كثيرة في هذا المعنى لا يحتملها هذا الموضع.
غيبته
: وأما غيبته (صلوات الله عليه): فقد تواترت الأخبار بها قبل ولادته، واستفاضت بدولته قبل غيبته، وهو صاحب السيف من أئمة الهدى (عليهم السلام)، والمنتظر لدولة الإيمان، والقائم بالحق، وله قبل قيامه غيبتان، إحداهما أطول من الأخرى كما جاءت به الأخبار عن آبائه الصادقين (عليهم السلام).
فأما الغيبة الصغرى: فمنذ ولد (صلوات الله عليه) إلى أن قطعت السفارة بينه وبين شيعته، وعدم السفراء بالوفاة.
وأما الطولى: فهي بعد الأولى، وفي آخرهما يقوم بالسيف (صلوات الله عليه) وكانت (3) مدة غيبته الأولى، وهي زمان السفارة، أربعا وسبعين سنة، منها خمس سنين مع أبيه (عليه السلام) وتسع وستون سنة بعد أبيه، قد كان يعرف فيها أخباره ويقتفى آثاره ويهتدى إليه بوجود سفير بينه وبينهم، وباب قد دل الدليل القاطع على صدقه وصحة بابيته وسفارته، وهي المعجزة التي كانت تظهر على يد كل واحد من الأبواب.
وعدد الأبواب وهم السفراء أربعة: أولهم: أبو عمرو عثمان بن سعيد
পৃষ্ঠা ১১১