هي ضعف القوس الواقعة بين منطقتي معدل النهار وفلك البروج أو بين قطبيهما من الدائرة المارة بالأقطاب الأربعة وتسمى غاية الميل وتوجد بالرصد هكذا لتتخذ دائرة من نحاس تحيط بها سطوح أربعة متوازية ويقام مقام نصف النهار ويقسم بالأجزاء الثلاثمائة والستين وكسوراتها ما أمكن ونجعل دائرة أصغر منها شبيهة بها في جوفها بحيث متماسان بتمام سطحيهما ويكون وجهاهما من الجانبين في سطح واحد وتدور الداخلة في جوف الخارجة إلى الشمال والجنوب من غير أن يخرج عن سطحها ونجعل في جزئين متقاطرين على أحد جزئي (¬33) الداخلة شظيتين متساويتين كشظيتي الأسطرلاب بعينهما وتوضع في وسط عرضهما مقياسين دقيقين يلقيان موضع القسمة من وجه الخارجة لنعرف مقدار حركة الداخلة في جوف الخارجة من تلك الأجزاء ولننصب هذه الآلة عند الرصد على عمود في موضع مكشوف بحيث يكون سطح الدائرتين قائما على سطح الأفق على زوايا قائمة نعرف ذلك بشاقول يعلق من النقطة المحاذية لسمت الرأس فتلقي النقطة المقاطرة إياها A باستواء ومطبق سطحهما على سطح نصف النهار بأن يخرج خط نصف النهار على سطح الموضع الذي نصب العمود عليه وذلك سهل ثم نجعل بطحهما موازيا لذلك الخط وتحكم الآلة بحيث لا تزول عن هذه المواضع ثم ليرصد تباعد الشمس في الشمال والجنوب بإدارة الداخلة في جوف الخارجة عند إنصاف النهار حتى تستظل الشظية السفلى كلها بالعليا وحينئذ يستدل نظر في المقياسين على مقدار بعد مركز جرم الشمس عن النقطة المحاذية لسمت الرأس في دائرة نصف النهار ولنا وجه أسهل فهو أن نتخذ لبنة من حجر أو خشب مربعة مستوية الوجه صالحة العرض والثخن ونجعل إحدى الزوايا التي على وجهها مركزا ويدار عليه ربع دائرة ونخرج من المركز خطان (¬34) محيطان بقائمة عند المركز بوترهما (¬35) الربع وتقسم (¬36) الربع بالأجزاء التسعين وكسورها ونوتد على المركز وعلى الطرف الآخر من أحد الخطين المذكورين وتدين أسطوانتين متساويتين صغير من قائمين على وجه اللبنة على زوايا قائمة ثم ننصب اللبنة بحيث يلي الوتدان ناحية (¬37) الجنوب ونجعل المركزي محاذيا للسماء والآخر تحته ونجعل الخط المار بهما قائما على سطح الأفق بشاقول تعلق من الوتد الأعلى فيلقي الأسفل على استواء ونجعل وجه اللبنة في سطح نصف النهار موازيا بخط نصف النهار المخرج على سطح الأفق ونرصد موقع الظل الحادث من الوتد المركزي على محيط الربع وتوضع شيء عند المحيط لستين موقع الظل فنعلم على وسط الظل ونؤخذ ذلك الجزء فيستدل به على ممر الشمس في نصف النهار نحو الشمال والجنوب فبهذا الرصد سيما (¬38) امتحناه منه في حقيقة الانقلابين بدوائر كثيرة بعدان جعلنا أكثر الاستدلالات من النقطة المحاذية لسمت الرأس وجدنا القوس الواقعة بين أبعد بعدي الشمس في الشمال والجنوب يعني ضعف غاية الميل سبعة وأربعين جزءا وأكثر من ثلثي جزء وأقل من نصف وربع جزء فيكاد أن يوافق ذلك قول أرطوشتانس (¬39) الذي وافقه أبرخس عليه وهو أن هذا القوس أحد عشر جزءا بالتقريب من الأجزاء التي بها دائرة نصف النهار ثلاثة وثمانون جزءا أقول ومقداره من الأجزاء الثلاثمائة والستين في @NUM@ مز مب لط ب وشيء قال وقد يسهل بهذا الرصد أيضا معرفة عرض البقعة التي يقع الرصد فيها بأن يوجد ما بين سمت الرأس والنقطة المتوسطة بين هذين الطرفين وهي الكائنة على معدل النهار فيكون ذلك مساويا لبعد القطبين عن الأفق
<I.12> يب فيما يقدر جزء توطية للبراهين على المعاني الكرية
পৃষ্ঠা ৮