Tafsir Surah An-Nur
تفسير سورة النور
জনগুলি
المقصود بالعصبة
قوله تعالى: (عُصْبَةٌ): العصبة: قيل: إنهم الثلاثة، وقيل: الأربعة، وقيل: إلى عشرة، والمراد بهم هنا: - رأس الإفك وهو: عبد الله بن أبي بن سلول عليه لعنة الله.
- والثاني منهم: حسان بن ثابت.
- والثالث: مسطح بن أثاثة.
- والرابع: حمنة بنت جحش.
- وهناك مَن تكلم بالإفك غير هؤلاء.
ولكن هؤلاء هم الذين اشتهرت عنهم مقالة الإفك، ومنهم من قال إن حسان ﵁ لم يصرح بتهمتها وإنما عرَّض؛ ولكن الذي في صحيح البخاري عن أم المؤمنين عائشة ﵂ وأرضاها أنه استأذن عليها حسان ﵁، فأنشدها أبياتًا في مدحها يقول فيها: حَصان رَزان ما تُزَنُّ بريبةٍ وتصبح غرثى مِن لحوم الغوافلِ حليلةُ خير الناس دينًا ومنصبًا نبيُّ الهدى والمَكْرُماتِ الفواضلِ عقيلةُ حيٍّ مِن لؤي بن غالبٍ كرام المساعي مجدهم غير زائلِ إلى آخر الأبيات.
فأثنى عليها ﵁ وأرضاها، فقالت له ﵂: (ولكن أنت) أي: أنت الذي قلتَ ما قلتَ.
فقولها هذا يثبت أنه قد خاض، ولذلك لما استأذن عليها كما في صحيح البخاري أيضًا، قيل لها: أتأذنين له؟ قالت ﵂: أوَليس قد أصابه عذاب عظيم؟ أرادت بذلك العمى والعياذ بالله، أي أن الله ابتلاه به عقوبة له في الدنيا، كما أشار إلى ذلك سفيان الثوري راوي الحديث.
فالمقصود أن هؤلاء الأربعة احتملوا حديث الإفك، وقد اختلف العلماء ﵏: هل جلدهم النبي ﵌ أم لم يجلدهم؟ وإن كان الذي صححه طائفة من العلماء أنه قد جلدهم، وهذا هو الذي يتفق مع الأصل الموجب لإقامة الحد على القاذف، كما سبق بيانه في المجالس الماضية.
4 / 4