إن جهال (¬21) المنجمين يجعلون الأدلة في كل اختيار لهم سعودا ويقوونها ويسقطون النحوس ويضعفونها ولا ينظرون إلى طبع صاحب الاختيار والنوع الذي يلتمس الاختيار له فيجنون عظيم الضرر على كثير ممن قدروا نفعه. وذو الفضل في المعرفة إنما ينظر في الاختيار أولا إلى طبع المختار والأمر الذي يؤثر الاختيار له فإن << كان >> محصل المولد استغنى بذلك وقوى أدلة هذين البابين منه سعودا كن (¬22) أم نحوسا وإن كان غير محصل المولد نظر إلى ما يغلب على طبعه وفعله والأمر الذي يؤثر الاختيار له فقوى الكواكب المشاكلة له في ذلك الاختيار سعودا كن أم نحوسا ولهذا نبهنا بطلميوس على استخدام النحوس في الاختيارات لأن بها تم ما يقودنا إليه الضرورة في بعض الأوقات من إيقاع الحيلة والتكذب فيما يضر الصدق فيه وبسط اليد بالعقوبة وما شاكلها فشبه النحوس بالعقاقير الحادة التي يجري مجرى السموم فكما أن حذاق الأطباء يستعمل هذه العقاقير على حدتها في بعض الأبدان وقوة غوصها في تنقية الأعضاء كذلك المنجم الحاذق يستخرج (¬23) قوى النحوس لما عددنا ذكره بمقدار طاقته وأعلمنا بطلميوس أن المستخدم لها يحتاج إلى استعمال التحرز منها وإعطاء ما أعطي (¬24) منها بالمقدار الكافي.
<11> كلمة يج
قال بطلميوس لا تستعمل الاختيار إلا بعد تصحح الرأي في طبيعة الأمر المختار وتعرف ما تبلغه قوة الإرادة منه لتناسب بين القوة الفلكية والقوامات فكذلك ينبغي أن يتكلم (¬25) على ما قدمت القضاء عليه ولا تصرف فكرك إلى الطبيعة الفلكية وحدها فتكون (¬26) كمن يقرأ كتابا لا يعرف لسان أهله وليس يوثق بما جرى هذا المجرى.
التفسير
পৃষ্ঠা ১৭