তাফসির বায়ান সাআদা
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
জনগুলি
[2.116]
{ وقالوا } اليهود والنصارى والمشركون { اتخذ الله ولدا } حين قالوا: عزير ابن الله، والمسيح ابن الله، والملائكة بنات الله، وهو عطف على أقوالهم السابقة واظهار لحمق آخر لهم { سبحانه } مصدر سبح كمنع بمعنى تنزه يعنى تنزه عن نسبة الولد والنقائص اللازمة منها من الحاجة والتحديد والاثنينية تنزها { بل له } من حيث انه مصدر الكل ومنتهاه ومالكه { ما في السماوات والأرض } اى السماوات والارض وما فيهما فلا يكون شيء فيهما ولدا له وعلى تعميم السماوات لسماوات الارواح والاراضى لجملة عالم الطبع فلا يكون مما سوى الله ولد له فان الولد نسبته الى الوالد ليست نسبة المملوكية { كل له قانتون } القنوت الدعاء والطاعة والتواضع وهذه شأن العبيد لا الاولاد الذين اذا بلغوا كانوا مماثلين مجانسين للوالد.
[2.117]
{ بديع السماوات والأرض } منشئهما من غير مثال سبق ولا مادة ولا زمان ولا آلة ولا أسباب، بدع كمنع وأبدع وابتدع خلق من غير مثال وتهيئة اسباب و { وإذا قضى أمرا } عطف على جملة سبحانه، او له ما فى السماوات او كل له قانتون او بديع السماوات والمعنى بل هو اذا قضى امرا { فإنما يقول له كن فيكون } وليس شأنه شأن الناقصين فى التوالد المحتاجين الى زوج وحركات وانفصال مادة وانقضاء مدة، ولا شأن الناقصين فى الافعال المحتاجين الى مثال ومادة ومدة وآلات واسباب فى فعلهم وهذه العبارة كثيرة الورود فى الكتاب والسنة ووردت بلفظ الارادة والمشيئة والقضاء والمقصود واحد لان كل هذه من مقدمات الفعل فانه لا يكون شيء الا بعلم المشيئة وارادة وقدر وقضاء وامضاء وقد ينحل الامضاء الى الاذن والكتاب والاجل وقد يؤدى بلفظ الامضاء الذى هو اجمال هذه الثلاثة ولما كان العلم الذى قبل المشيئة من صفات ذاته تعالى وعين ذاته ولم يعد الفاعل من مقدمات الفعل بل المقدمات هى التى تحتاج الفعل اليها حين ايجاد الفاعل له لم يعد العلم فى الاخبار من مقدمات الافعال وليست هذه فى الحق الاول تعالى كالاناسى تحدث بعد ما لم تكن وتفنى بعد ما تحدث فان مشيئة تعالى وكذا ارادته وقدره وقضاءه وامضاءه ازلية ابدية وانما الحدوث من قبل الحادثات لان هذه بالنسبة الى الله كالاشعة بالنسبة الى الشمس واذا فرضت الشمس فى وسط السماء ثابتة وفرضت الاشعة ايضا دائمة بدوامها وكانت السطوح متدرجة فى المقابلة للاشعة كان الحدوث لاستضاءة السطوح بالاشعة لا للاشعة فان الله اذا شاء واراد وقدر وقضى شيئا { فإنما يقول } وقوله اذنه: { كن }؛ وكلمة { كن } منه كتابه فيكون المفعول ويوجد، فقوله تعالى { وإذا قضى } اشارة الى القضاء الذى هو بعد القدر وينتزع الايجاب منه و { يقول } اشارة الى الاذن الذى هو جزء من الايجاد الذى ينحل الى الاذن والكتاب والاجل و { كن } اشارة الى الكتاب والاجل، وقوله ليس بنداء يسمع ولا بصوت يقرع.
[2.118]
{ وقال الذين لا يعلمون } من المشركين وكذا من اليهود والنصارى وهو عطف على أقوالهم السابقة واظهار لسفاهة أخرى لهم ومفعول الفعل اما منسى او مقدر اى لا يعلمون ان الخلق لا يطيقون استماع كلام الله تعالى ولو سمعوا لهلكوا ما لم يصف نفوسهم عن رين المادة وان الآية المقترحة لعلهم لا يطيقونها او لا يكون صلاحهم فيها { لولا يكلمنا الله } حتى نسمع كلامه ونؤمن به { أو تأتينآ آية } حتى نشاهدها ونؤمن بها { كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم } كما قال أمة موسى (ع) له
أرنا الله جهرة
[النساء:153] وكما قال امة عيسى (ع)
هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مآئدة من السمآء
[المائدة:112] { تشابهت قلوبهم } فى الجهل والعمى عما ينفعهم والعناد واللجاج { قد بينا الآيات لقوم يوقنون } استئناف بيانى كأنه قيل الم يظهر حقية الحق ورسوله حتى سألوا مثل هذا السؤال فقال تعالى: { قد بينا الآيات } ولم نتركهم بلا بينة لكنهم اهل شك وريبة وليسوا أهل عقل وايقان حتى أيقنوا بما من شأنه ان يوقن به ولو جئناهم بكل آية مقترحة او غير مقترحة لما أيقنوا وما قبلوا.
অজানা পৃষ্ঠা