তাফসির বায়ান সাআদা
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
জনগুলি
نيست مسجد جز درون سروران
مسجدى كو اندرون او لياست
سجده كاه جمله است آنجا خداست
وعلى هذا اذا كان الداعى على البناء الاغراض الشيطانية لم يكن البناء مسجدا وان سمى بالمواضعة مسجدا، والبانى الغير المستنير بنفسه والغير المنقاد لولى امره قلما ينفك عن الاغراض فانه اذا بالغ فى الاجتهاد جعل قرب نفسه لله تعالى غاية لبناءه وداعيا عليه وصحة مثله فى غاية الاشكال، واما ما قالوه فى صحة الوقف من التقرب الى الله وعدم الانتفاع به فالمقصود ان يكون قرب البانى واقتضاء قربه الاشتداد فى القرب داعيا لا ان النفس ارادت الاجرة عليه وجعلت القرب أجرته فانه نحو انتفاع للنفس بالوقف، واما الاغراض الأخر كالصيت والمراءاة والتمدح وغيرها من الاغراض فتجعل البناء بيتا للشيطان، واذا كان الانسان له قرب وقربه يقتضى ذلك لكنه لم يمت النفس ويشاركه النفس فى اغراضه كان البناء مسجدا وبيتا لله بمشاركة الشيطان، واذا أراد البانى اختبار نفسه فلينظر هل ترضى باعطاء ثمن البقعة وأجرة بنائها لرجل غير معروف وبان يأمره ان يبنى المسجد من غير اطلاع أحد على ذلك فان ترض وتسر بذلك فالبناء لله والا فللنفس او بمشاركتها { وسعى في خرابهآ } اى خراب سقولها وجدرانها او منع أهلها عن الرجوع اليها وخرابها بتعطيلها عن ذكر الله وإقام الصلاة ونزول الآية فى مشركى مكة ومنع المسلمين بعد هجرة النبى (ص) عن دخول مساجدهم، وتخريب مساجدهم لا ينافى عمومها وعموم المساجد والمانعين والممنوعين وعموم تخريبها { أولئك } المحضرون بالاوصاف المذمومة الاذلون { ما كان } ينبغى { لهم أن يدخلوهآ إلا خآئفين } خاشعين متذللين او خائفين من المؤمنين فضلا عن ان يجترؤا على تخريبها او منع المؤمنين عنها او ما كان فى علم الله ان يدخلوها بعد الا خائفين؛ وحينئذ يكون وعدا للمؤمنين بغلبتهم واخافتهم المشركين كما فعل بهم يوم فتح مكة وسيقع ذلك حين ظهور القائم عجل الله فرجه { لهم في الدنيا خزي } قتل ونهب وأسر واجلاء وجزية { ولهم في الآخرة عذاب عظيم ولله المشرق والمغرب } عطف على قوله { ومن أظلم } باعتبار المعنى فان المقصود افادة ان المشركين او مطلق الكفار منعوا مساجد الله فكأنه قال هم منعوا مساجد الله وما هم بضارين بذلك المؤمنين فان لله المشرق والمغرب اى وجه الارض كلها { فأينما تولوا } ايها المؤمنون اى فى اى بقعة من بقاع الارض تولوا اليه { فثم وجه الله } لا اختصاص له ببقعة دون بقعة والوجه كما مضى ما به ظهور الشيء وما به توجهه واستقباله وذات الشيء.
اعلم ان الحق الأول تعالى بحسب مقام ذاته الغيبية غيب مطلق ومجهول مطلق لا اسم له ولا رسم ولا خبر عنه ولا اثر لكنه بحسب مقام ظهوره وفعله لا خبر عن شيء الا وهو خبر عنه، ولا اسم ولا رسم لشيء الا وهو اسم ورسم له، ولا ظهور لشيء الا وهو ظهوره فهو بفعله محيط بكل الاشياء كما قال تعالى:وهو
بكل شيء محيط
[فصلت: 54] وهو معكم و
هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم
[الحديد: 3] وكما قال (ع): داخل فى الاشياء لا كدخول شيء فى شيء بل كدخول المقوم فى المتقوم فلا اختصاص لبقعة دون بقعة بالعبادة والتوجه الى المعبود فى نفسها لكن قد يعرض لبعض امتياز عن الاخرى بامور خارجة مثل توجه كامل الى بعض دون بعض او موطنه او تولده او تعميره او دفنه ومثل نية صادقة تبرزها وتميزها للعبادة فان بيت المقدس امتاز واختص بالعبادة وبالتوجه اليه فى العبادة بكل هذه الوجوه؛ وهكذا مكة، واختصاص المساجد انما هو بالنية الصادقة { إن الله واسع } لا يخلو منه مكان ومقام شيء وفيء كما عرفت { عليم } فيعلم منكم ما تفعلونه كيف تفعلونه وفى اى مكان تفعلونه فعليكم بتصحيح الأعمال لا تعيين المحل والجهة لها وفى الاخبار انها نزلت فى الصلاة النافلة تصليها حيث توجهت واما الفرائض فنزل فيها قوله تعالى { وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره } وسئل الصادق (ع) عن رجل يقوم فى الصلاة ثم ينظر بعد ما فرغ فيرى انه قد انحرف عن القبلة يمينا وشمالا فقال: قد مضت صلاته وما بين المشرق والمغرب قبلة، ونزلت هذه الآية فى قبلة المتحير: { ولله المشرق والمغرب }؛ الآية.
وفى حديث الجاثليق الذى سأل عن وجه الرب انه دعا على (ع) بنار وحطب فأضرمه فلما اشتعلت قال على (ع): اين وجه هذه النار؟ - قال النصرانى: هى وجه من جميع حدودها، قال على (ع): هذه النار مدبرة مصنوعة لا يعرف وجهها وخالقها لا يشبهها، { ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله } لا تخفى على ربنا خافية وعلى هذا الوجه فمعنى الآية الى اى جهة توجهتم فثم وجه الله.
অজানা পৃষ্ঠা