157

تفسير أحمد حطيبة

تفسير أحمد حطيبة

জনগুলি

تفسير قوله تعالى: (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) قال تعالى: ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ﴾ [الأنبياء:٩٨]. والحصب: الحجارة، فهم من حصب جهنم التي وقودها الناس والحجارة والعياذ بالله. قال ابن عباس ﵁: لما أنزل: ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ﴾ [الأنبياء:٩٨]، شق على كفار قريش؛ لأن قوله: (إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ) يعني: هم وأصنامهم وكل ما يعبدون من دون الله حجارة في نار جهنم، فقالوا: شتم آلهتنا وذهبوا إلى ابن الزبعرى من كبرائهم فقالوا له: كذا، وسفه آلهتنا وشتمنا فقال هذا الرجل: لو حضرته لرددت عليه. أي: ظن في نفسه أنه سيقول شيئًا ويرد على النبي ﷺ بها. فقالوا: وما كنت تقول؟ قال: كنت أقول له: هذا المسيح تعبده النصارى، واليهود تبعد عزيرًا، أفهما من حصب جهنم؟! يعني: أنت تقول: ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ﴾ [الأنبياء:٩٨] فعلى ذلك المسيح في النار وعزير في النار، فأعجبت مقالته قريشًا وفرحوا بها ورأوا أنهم غلبوا النبي ﷺ ورفعوا أصواتهم، وقالوا: خصم محمد! فأنزل الله ﷿ قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ﴾ [الأنبياء:١٠١]. يعني: المسيح ﵊ وعزيرًا، قد سبقت لهما من الله الحسنى، وليسا داخلين في هذه الآية. وأنزل الله ﷿: ﴿وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ﴾ [الزخرف:٥٧] أي: يصرخون ويصخبون ويقولون: خصمنا محمدًا وغلبناه. قال تعالى: ﴿وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ﴾ [الزخرف:٥٨]، أي: قوم شديد والخصومة بالباطل من غير أن يفهموا ما يقولون، وكأنهم كانوا يقولون: خصمنا محمدًا وغلبناه، ﴿أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ﴾ [الزخرف:٥٨]، أي: آلهتنا خير أم المسيح خير؟ وأنت تقول: ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّم﴾ [الأنبياء:٩٨]، أي: فيكون الكل في النار، فكذلك المسيح في النار، فقال الله ﷿ لهم في هذه الآية: ﴿وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ﴾ [الزخرف:٥٧]، أي: قال لهم: لا تفرحوا بهذا الشيء، فإن المسيح ﵊ وعزيرًا ممن سبقت لهم منا الحسنى، فلا يردون ولا يدخلون النار مع من يدخل. قال سبحانه: ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ﴾ [الأنبياء:٩٨]، يعني: داخلون في هذه النار مع الآلهة التي عبدتموها من دون الله ﵎.

14 / 4