قال المؤلف رضي الله عنه ذكر هذه الأحاديث بإسناده الإمام الحافظ أبو نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم الوايلي السجستاني في كتاب الإبانة له عن مذهب السلف الصالح في القرآن وإزالة شبه الزائغين بواضح البرهان وهي عزيزة الوجود قلما توجد في كتاب ومعرفتها تساوي رحلة وأهل السنة مطبقون على القول بها. قال عبد الله بن المبارك سمعت الناس منذ تسعة وأربعين سنة يقولون من قال إن القرآن مخلوق فامرأته طالق ثلاثا بتة قلت ولم ذلك؟ قال: لأن امرأته مسلمة، ومسلمة لا تكون تحت كافر. وروى أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين من حديث حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبيد بن عبد الغفار وكان مولى للنبي صلى الله عليه وسلم عتاقة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إذا ذكر القرآن فقولوا كلام الله غير مخلوق ومن قال مخلوق فهو كافر)) قال أبو حفص هذا قول أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وهو قول جماعة الصحابة والتابعين من أهل العلم كابرا عن كابر، وقرنا بعد قرن وخلفا عن سلف وما نعلم أحدا من الأئمة ممن تقدم أو تأخر لا صحابي ولا تابعي ولا فقيه ولا مقري ولا أحد ممن نسب إلى الإمامة بالعلم قال بغير هذه المقالة ولا خالف هذه المقالة إلا من عرف بسقوط العدالة والذم له واللعنة.
পৃষ্ঠা ১৬