وفي حديث الحارث مقال وأسند أبو بكر بن الأنباري عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن هو حبل الله المتين، والشفاء النافع، عصمة من تمسك به، ونجاة من اتبعه، لا يعوج فيقوم؟ ولا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق عن رد فأتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف، وألف ولام وميم ثلاثون حسنة. ولا ألفين أحدكم واضعا إحدى رجليه على الأخرى يدع أن يقرأ سورة البقرة فإن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة وإن أصفر البيوت لجوف أصفر من كتاب الله)) قال أبو عبيد القاسم بن سلام في غريبه عن عبد الله قال: إن القرآن مأدبة الله فمن دخل فيه فهو آمن قال وتأويل الحديث أنه مثل شبه القرآن بصنيع صنعه الله عز وجل للناس لهم فيه خير ومنافع ثم دعاهم إليه. يقال مأدبة ومأدبة فمن قال مأدبة أراد الصنيع يصنعه الإنسان فيدعو إليه الناس ومن قال مأدبة فإنه يذهب به إلى الأدب بجعله مفعلة ويحتج بحديثه الآخر ((إن هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا من مأدبته)) وكان الأحمر يجعلهما لغتين بمعنى واحد ولم أسمع أحدا يقول هذا غيره. والتفسير الأول أعجب إلي، وروى سفيان عن ليث. قال: تفتح أبواب السماء لخمسة، نزول الغيث، وقراءة القرآن، ولقاء الزحف، والأذان، والدعاء.
الباب الخامس في علو القرآن على سائر الكتب المنزلة
পৃষ্ঠা ৩৮