[ طريق الإمامة ]
فإن قيل: أخبرونا عن هذا الذي يصلح للإمامة، متى يصير إماما، يجب على المسلمين طاعته.
قيل له: [إن الأمة قد اتفقت على أن الرجل لا يصير إماما بمجرد صلاحيته للإمامة، واتفقت على أنه لا مقتضي لثبوتها إلا أحد أمور ثلاثة: النص، أوالعقد، أو الدعوة. وهي أن يباين الظلمة ، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويدعو إلى اتباعه. وهذا القول هو الحق لإجماع أهل البيت عليه فثبت هذا القول وبطل ما سواه و](¬1) لأنه لا قول إلا قول من يقول بالنص، أو قول من يقول بالعقد، [وقد فسد القول بالعقد] لإجماع أهل البيت على خلافه، وفسد قول من يقول بالنص، إذ لو كان النص على ما يقولون لكان نقله ظاهرا، ولا نقل لهم يصح فوجب بطلان قولهم، وإذا فسد القولان ثبت القول الثالث، وهو القول بالدعوة.
فإن قيل: فلم ادعيتم أن القائلين بالنص ليس لهم نقل صحيح؟
قيل له: لأنه لا يمكنهم أن يسندوا النص الذي يدعونه في الأصل إلى عشرة أنفس ولا خمسة، ولا معتبر بكثرتهم في هذا الوقت، إذا كان أصلهم على ما ذكرنا، ومن نظر في كتبهم، وفتش أخبارهم، عرف صحة ما نقول من ضعف أخبارهم في الأصل (¬2).
পৃষ্ঠা ৯২