قيل له: إن النظر بالعين ليست حقيقة الرؤية، بل حقيقة الرؤية تقليب الحدقة في جهة المرئي طلبا لرؤيته، وإذا كان هذا هكذا، فظاهر الآية لا تدل على إثبات الرؤية، وتأويلها ما روي عن المفسرين، وهو: أنه إنما أراد به انتظار الثواب (¬2)، عند أهل اللغة يجوز أن تقول: ناظرة إلى الله، بمعنى ناظرة إلى ثوابه، على ضرب من التوسع، وأراد انتظاره الثواب، والنظر إليه، لأن النظر بمعنى الإنتظار مشهور عند أهل اللغة. ويجوز أن يقال ناظر إلى الله، بمعنى ناظر إلى ثوابه، على ضرب من التوسع، كما قال الله تعالى حاكيا عن إبراهيم عليه السلام: { إني ذاهب إلى ربي سيهدين } [الصافات:99]. أي: إلى حيث أمر ربي، فأما الأخبار المروية في إثبات الرؤية، فإن أكثرها ضعاف (¬1)، وقد بين ذلك العلماء في الكتب المؤلفة في هذا الباب، فإن صح منها شيء فالمراد بالرؤية هو العلم، وذلك غير مستنكر في اللغة (¬1).
পৃষ্ঠা ৪৯