ضُربتْ دونه الحجالُ فما يَلْـ ... ـقاك إلا في النوم أو في الأَماني
وقلت أنا:
يا بعيدَ الدار موصو ... لًا بقلبي ولساني
رُبَّما باعدَكَ الدهْـ ... ـرُ فأَدْنتكَ الأماني
وقال أبو محمد:
مَتَى ما تسمعي بقتيل حُبٍّ ... أُصيبَ؛ فإنني ذاك القتيلُ
وقلت أنا:
أَتَيْتُكِ عائذًا بك منْـ ... ـك لما ضَاقت الحيَلُ
وصيَّرَني هواك وبي ... لحيْني يُضربُ المثلُ
فإن ظفرتْ بكم نفسي ... فما لاقيتُهُ جَلَلُ
قال أبو جعفر: سمعتُ أبي يقول: بعث إليَّ سُليم المغني: عندي مَنْ يشتاقك، وأعلم أنك تَشتاقه، وليس معنا ثالث؛ فبحياتي لَمَا صرتَ إلينا! قال: فصرتُ إليه، فأصبت عنده ابن جامع إسماعيل، فسلَّمتُ عليهما وجلستُ، فقال لي ابنُ جامعٍ: ويحك يا محمد! تعطي شِعرَك هذا المليح هؤلاء المخانيث، فيغنُّون به، وتَدَع شيخَ قريشٍ، ومَنْ يحسن شعرك! قال: قلتُ: جعلني الله فداءك! لم أعلمْ أنك تحبُّ ذاك؛ فأما إذْ علمتُ؛ فإني لا أقول شعرًا إلا عرضتُه عليكَ. قال: فقال لي: نحن في خلْوةٍ، فيمكن أن تعرض عَلَيَّ منه شيئًا.
1 / 80