فجلس عليه ثم قال: يدخل. فدخل، وقمت عن المجلس إلى فراشه مُسرعًا، وخفتُ أن يشكوَني إليه، فألقى منه ما أكره. قال: فأقبل عليه بوجهه، وحدثه بوجه طَلْق وضحك. فلما همَّ بالحركة قال: يا غلام، دابَّته. وأمر غِلْمانه فمضوْا بين يديه، ثم سأل عني فجئته، فقال: ما حَملك على ما صنعت من خروجك عنا؟ فقلت: أيها الأمير، لقد خفتُ أن تشكوَني إلى جعفرٍ، ولو فعلتَ لنَكَّل بي. فقال: إنَّا لله يا أبا محمد! يغفر الله لك! لقد خطر ببالك ما لا يكون. قال: فكنتُ أهابه بعد ذلك، وأجلُّه.
ومن قول أبي محمد اليزيديّ في عِنان جارية الناطفيّ وأبي ثعلب الأعرج، وكان شاعرًا:
أبو ثعلبٍ للناطفيّ زَؤُورُ ... على خبئه والناطفيُّ غيورُ
وبالبغْلةِ الشهباء رِقَّةُ حافرٍ ... وصاحبنا ماضِي الجَنان جسورُ
ولا شك في أن الأعيرج آرها ... وما الناس إلا آيرٌ ومَئِيرُ
ومن قوله - أنشدناه المدائنيُّ، ويقال: إنه أنشدهما الكسائي، وكان يماضّه، وقد رثاه اليزيدي بعد موته:
يا رجلًا خفَّ عنده الثِّقَلُ ... حتى به صار يُضرَبُ المثلُ
ثَقُلت حتى لقد خَفَفْتَ كما ... سَمُجْتَ حتى مَلُخْتَ يا رجُلُ
قال إسماعيل بن أبي محمد: كان لأبي شعر كثير في الرشيد وجعفر بن
1 / 64