أنا المذنبُ الخطَّاءُ، والعَفْوُ واسعٌ ... ولو لم يكنْ ذنبٌ لما عُرِفَ العفوُ
سَكِرتُ فأَبدت مِنِّي الكأسُ بعض ما ... كرهتُ، وما إن يستوِي السُّكْرُ والصحوُ
ولا سِيَّما إذْ كنتُ عند خليفةٍ ... وفي مجلسٍ ما إن يجوز به اللغوُ
فإن تعفُ عني أُلْفِ خطويَ واسعًا ... وإلَّا يكن عفوٌ فقد قَصُرَ الخطوُ
ومن قوله يهجو الأصمعيَّ في شعره:
ومَنْ أَنت؟ هل أنت إلا امرؤٌ ... -وإن صحَّ أصلُك- من باهلهْ
وحسبُك لُؤمُ قبيلٍ به ... لمن هي في كفِّه حاصلهْ
فكيف لمن كان ذا دِعْوةٍ ... وكِفّةُ نِسْبَتِهِ شائلهْ
حدثني محمد بن العباس الهاشميُّ الحلبيُّ قال: حدَّثنا محمد بن إبراهيم الأنماطيُّ قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا شاذان بن محمد قال: حدثنا الأصمعي قال: سمعتُ أبا محمد اليزيدي يقول: كنت أؤدب المأمون وهو في حِجْر سعيدٍ الجوهري، فأتيته يومًا، فوجَّهت إليه بعضَ خدمه ليخرج إليّ فأبطأ، فوجهت رسولًا آخر فأبطأ، فقلت لسعيد: إن هذا ربما تأخر واشتغل بالبَطالة. فقال لي سعيد: إذا فعل ذلك؛ فقوِّمه بالأدب. فلما خرج أمرتُ بحمله، فقوَّمتُه بسبع دِرَرٍ، فإنه لَيَدْلُك عينيه بالبكاء إذْ قيل: جعفر بن يحيى بن بَرْمك قد أَقْبَل، فأخذ منديلًا فمَسح عينيه، وقام إلى فراشه مُسرعًا،
1 / 63