============================================================
والتبرك ونسب الفقيه الضرير في بكر بن وائل بن ربيعة نفع الله به آمين.
أبو عبدالله محمد بن عبد الله بن أبي الباططل الصريفي المعروف عند أهل عدن بصاحب النخلة، كان شيخا كبيرا عارفا بانيا مربيا صاحب أحوال وكرامات، انتفع به جماعة من الأكابر كالشيخ علي المرتضى المقدم ذكره وغيره، وكان كثير التعظيم لأمر الشرع، يقول: لا يصحبني إلا من قرا ربع العبادات، وكان كثير المجاهدة لنفسه: يروى أنه كان يشد على بطنه حجرا من شدة الجوع، وكان مع ذلك يتظاهر بالغنى ويكبر عمامته ويطيل أكمامه سترا لحاله، قال الإمام اليافعي رحمه الله تعالى: وهذا الذي ذكر عنه هو مذهب الملامتية، أعني إخفاء الطاعات وإظهار الرغبة في المباحات، وكان له نفع الله به كلام حسن في السلوك، من ذلك قوله : بالجد والاجتهاد تدرك غاية المراد وبالعزمات الصحاح يشرق صباح الفلاح، وما حصلت الأماني بالتواني، ولا ظفر بالأمل من استوطا فراش الكسل، فإياك أن تقول أن قدر شييء وصل، وإن كان في الغيب مقضي حصل، فبالحركات تكون البركات، وبالهز يسقط التمر، وأم العجز أبدا عقيم. وغالب كلامه على هذا النهج ، ولما عزم على السفر إلى عدن والاستيطان بها، أنشد بعض تلامذته وأظنه الشيخ علي بن المرتضى نفع الله بهما امين يقول: حيشما كنت فهما منك خلف أيها السائر سر في دعة انا آنت سحاب مطر أينما صرفه الله انصرف فأغيثوا بك من بعد العجف ليت شعري أي قوم أجدبوا وحرمناك بذنب قد سلف ساقك الله إليهم رحمة وكان انتقاله من مدينة زبيد، وأصله من الصريفيين قبيلة معروفة من قبائل عك بن عدنان، ولما وصل الى عدن حصل له عند أهل تلك الناحية القبول
পৃষ্ঠা ২৮২