283

============================================================

التام، واشتهرت بركاته وتوالت كراماته حتى توفي بها، وتربته هنالك من الترب المشهورة المقصودة للزيارة والتبرك ومن استجار به لا يقدر أحد أن يناله بكروه، ولأهل عدن فيه معتقد عظيم، وله عندهم محل جسيم، وهو فوق ذلك رحمه الله تعالى ونفع به امين.

آبو عبداله محمد بن عمر بن موسى بن د بن عاي بن يوسف النهاري نسبة الى جد له يقال له نهار، أصله من مدينة ينبع من قوم أشراف هنالك حسييين بالتصغير قدم منهم نهار المذكور الى اليمن، وسكن في موضعهم الآن من ناحية بسرع بضم الياء الموحدة وفتح الراء واخره عين مهملة، ذكر ذلك الفقيه حسين الأهدل في تاريخه، وسمعت بعض الناس يقول: انه من ذرية الحسن وان جدهم وجد المشايخ بني القليصي اخوان أو آبناء عم، وانهما قدما معا من الحجاز والله أعلم أي ذلك أصح . كان الشيخ محمد رحمه الله تعالى أوحد أهل زمانه علما وعملا، وكان صاحب كرامات خارقات ومكاشفات باهرات، قلما قصده أحد إلا خاطبه باسمه واسم آبيه واسم بلده الى غير ذلك وشهر عنه ذلك حتى كاد يبلغ حد التواتر.

من ذلك أن المقرىء بشر بن عمران المهجمي رأى التبي في المنسام، فبشره انه يدخل الجنة بسبعة أعلام، وكان المقرىء قد حقق القرآن بالقراءات السبع مع صلاح واجتهاد، فاتفق ان وصل لزيارة الشيخ محمد التهاري، فلما رآه قال له: ارحب يا من يدخل الجنة بسبعة أعلام، ولم يكن المقرىء أخبر أحدا من خلق الله تعالى بما رأى.

ومن ذلك أنه قصد جماعة للزيارة، فلما قربوا من موضعه، جعل بعضهم ثوبه تحت صخرة هنالك وقال لأصحابه: اذا وصلت الى الشيخ قلت له: أنا: عريان أحب أن تكسوني، فلما وصلوا الى الشيخ قال له ذلك: فقال له الشيخ:

পৃষ্ঠা ২৮৩