161

============================================================

إلى الأمير وأخبره بذلك، وكان كثير الحج الى بيت الله تعالى، يقال انه حج اربعين حجة. وكانت وفاته بمكة يوم التروية سنة ست ومائة، وقد بلغ عمره بضعا وتسعين سنة، وحضر دفنه والصلاة عليه هشام بن عبدالملك وهو إذ ذاك خليفة.

ويحكى آنه لما حضرته الوفاة قال لولده: اذا وضعتني في اللحد ونصبت على اللبن ولم يبق غير يسير انظرني فإن وجدتني فإتا لله وإتا إليه راجعون}، وان لم تجدني فاحمد الله تعالى، ففعل اينه ذلك فما عرف الحال الا بتهلل وجهه عند ذلك رحمه الله تعالى ونقع به، وكان ابنه عبدالله من كبار الصالحين الورعين.

يروى عن معمر أنه قال: قال لي أيوب السختياني: ان كنت راحلا الى أحد فعليك بابن طاووس. ولما مات آبوه كان عليه دين، فباع من ماله ما قيمته ألف بخمسمائة وأعطاه الغرماء، فقيل له: لو استنظرتهم فقال: كيف استنظرهم وأبو عبدالرحمن محبوس عن منزله والله اعلم ابو الليب طاهر بن عبيد ين منصور المغلسي بضم الميم وفتح الغين المعجمة وكسر اللام المشددة والسين المهملة وآخره ياء نسب، كان المذكور فقيها عالما صالحا قانعا من الدنيا باليسير، جعله قاضي القضاة قاضيا في مدينة عدن فنفر من ذلك وكرهه كراهة شديدة، فأعطاه شيئا من المال فلم يقبل فرده عليه، وكان متعففا عن المدارس وأخذ وقفها، لا يأكل إلا من غلة أرض يملكها.

قال الجندي: اجتمعت به مرارا فوجدته رجلا كاملا في العلم والصلاح وسلامة الصدر وانتفع به جماعة من أهل بلده وغيرها، وهو من أهل آنور، بفتح الهمزة والواو وسكون النون بينهما واخره راء، وهي جهة متسعة في الجبل خرج منها جماعة من الفضلاء.

পৃষ্ঠা ১৬১