160

============================================================

ويروى آنه كان يمشي يوما ومعه رجل، فنعق غراب، فقال له الرجل: خير ير على عادة الجهال، فغضب طاووس، وقال: آي خير آو شر عند هذا يا جاهل، وقال ابنه عبدالله وهو أحد الأنمة العلماء الكبار باليمن: كان أبي إذا سثل عن صحابي أورد في فضله ما يقول سامعه انه لا يعرف إلا هو وكان الولاة باليمن يحترمونه ويعولون عليه في أمر دينهم، وكان معظما عند سائر الناس جكى آنه اجتمع هو وجماعة من العليماء كالحسن البصري ومكحول والضحاك وغيرهم، بمسجد الخيف بنى، فتذاكروا في القدر حتى علت أصواتم، فقام طاووس، وكان فيهم رنيسا فقال: انصتوا فاخبركم با سمعت، فأنصتوا فقال: سمعت أبا الدرداء يخبر عن رسول الله ي انه قال: إن الله افترض عليكم فرائض فلا تضيعوها، وحد لكم حدودا فلا تعتدوها ونهاكم عن أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء فلا تتكلفوها، ونحن نقول ما قال ربنا عز وجل، ونبينا : الأمور كلها بيد الله تعالى، من عندالله تعالى مصدرها واليه مرجعها ليس للعبد فيها تعرض ولا مشيئة، فقام القوم وهم كلهم راضون بكلامه وجلس اليه يوما ولد لسليمان بن عبدالملك وأبوه يومثذ خليفة فلم يحتفل به وه يلتفت اليه، بل قام عنه فقيل له: جلس اليك ابن أمير المؤمنين فلم تلتفت إليه فقال: أردت أن أعلمه ان لله عبادا يزهدون فيه وفي آبيه، وفيما في أيديهم، وكان رحمه الله تعالى من أشد الناس ورعا وتنزها عن أموال الملوك والأمراء. ولا يقبل هم عطاء ولا يشرب من المياه التي أحدثها الملوك في مكة وطرقاتها، حتى أن بغلته أهوت يوما لتشرب من بعضها قمنعها وكبحها باللجام.

ويردى آن محمد بن يوسف التقفي أرسل اليه بمال، وهو يوميذوال على صعاء، فكره طاووس آن يأخذه، فطرحه الرسول في كوة في البيت وخرج، فلما كان بعد حين بلغ الأمير أنه ينكر عليه شيئا من أفعاله، فأرسل اليه أنه يطلب المال الذي أعطاه، فقال للرسول: اين جعلته؟ فقال: في هذه الكوة، فقال: فخذه، فمذ يده فإذا هو بالصرة قد نبت عليها العنكبوت، فآخذها وذهب بها

পৃষ্ঠা ১৬০