للبادية فليست منها، ومجمع الماء الذي بأرض اليمن فى ديار سبأ إنما كان موضع مسيل ماء فبنى على وجهه سد فكان يجتمع فيه مياه كثيرة يستعملونها فى القرى والمزارع حتى كفروا النعمة بعد أن كان الله تعالى جعل لهم عمارات قرى متصلة الى الشأم فسلط على ذلك المكان آفة فصار لا يمسك الماء وهو قوله تعالى وجعلنا بينهم وبين القرى التى باركنا فيها الى قوله ومزقناهم كل ممزق (6) فبطل ذلك الماء الى يومنا هذا، فأما الجداول والعيون والسواقى فكثيرة، (12) وأنا مبتدئ من ديار العرب بذكر مكة ومكة مدينة فيما بين شعاب الجبال وطولها من المعلاة الى المسفلة نحو ميلين وهو من حد الجنوبى الى الشمالى ومن أسفل جياد الى ظهر قعيقعان نحو الثلثين من هذا وأبنيتها من حجارة والمسجد فى نحو وسطها والكعبة فى وسط المسجد وباب الكعبة مرتفع من الأرض نحو قامة تجاه المشرق وهو مصراعان وأرض البيت مرتفعة عن الأرض مع الباب ويحاذيه قبة زمزم ومقام ابراهيم صلى الله عليه بقرب من زمزم بخطوات وبين يدى الكعبة مما يلى المغرب حصار مبنى مدور له بابان مع ركنى البيت إلا أنه لم يدخل فيه ويعرف بالحجر والطواف يحيط به وبالبيت وأحد الركنين الذي (16) يحاد الحجر (20) يعرف بالعراقى والركن الآخر يعرف بالشأمى والركنان الآخران (17) أحدهما عند الباب والحجر الأسود فيه مركب على نحو قامة إنسان والركن الآخر يعرف باليمانى، وسقاية الحاج المعروفة بسقاية العباس على ظهر زمزم وزمزم فيما بينها وبين البيت، ودار الندوة من المسجد الحرام فى غربيه وكانت لعبد الله بن جدعان التيمى وكان يملأها بالفالوذج وله مناد ينادى عليها فى الموسم هلموا الى الفالوذ وهى أول دار أسست بمكة وفيه وفيها يقول الشاعر
[9 ب] له داع بمكة مشمعل
وآخر فوق دارته ينادى،
পৃষ্ঠা ২৮