والبجة والزنج ومن فى أعراضهم من الأمم لأن انتظام الممالك بالديانات والآداب والحكم وتقويم العمارات بالسياسة المستقيمة وهؤلاء مهملون فى هذه الخصال ولا حظ لهم فى شىء من ذلك فيستحقوا (3) به إفراد ممالكهم بما ذكرت به سائر الممالك، غير أن بعض السودان المقاربين هذه الممالك المعروفة يرجعون الى ديانة ورياضة وحكم ويقاربون أهل هذه الممالك كالنوبة والحبشة فإنهم نصارى يرتسمون مذاهب الروم وقد كانوا قبل الإسلام يتصلون بمملكة الروم على المجاورة لأن أرض النوبة مصاقبة أرض مصر والحبشة على بحر القلزم وبينهما وبين أرض مصر مفاوز معمورة فيها معادن الذهب ويتصلون بمصر والشأم من طريق بحر القلزم، فهذه الممالك المعروفة ولما زادت مملكة الإسلام بما اجتمع اليها من طرائف هذه الممالك المذكورة شرفت وعظمت، (5) وقسمة الأرض على الجنوب والشمال فإذا أخذت من المشرق من الخليج الذي يأخذ من البحر المحيط بأرض الصين الى الخليج الذي يأخذ من هذا البحر المحيط من أرض المغرب بين أرض الاندلس وطنجة فقد قسمت (15) الأرض قسمين وخط هذه القسمة يأخذ من بحر الصين حتى يقطع بلد الهند ووسط مملكة الإسلام حتى يمتد على أرض مصر الى المغرب، فما كان فى حد الشمال من هذين القسمين فأهله بيض وكلما تباعدوا فى الشمال ازدادوا بياضا وهى أقاليم باردة، وما كان مما يلى الجنوب من هذين القسمين فأهله سود وكلما ازدادوا تباعدا (19) فى الجنوب ازدادوا سوادا وأعدل هذه الممالك فى الخط المستقيم وما قاربه، (6) وسأذكر كل إقليم من ذلك بما يعرف قربه ومكانه من الإقليم الذي يضامه ويصاقبه إن شاء الله، فأما مملكة الإسلام فإن شرقيها أرض الهند وبحر فارس وغربيها مملكة السودان السكان على البحر المحيط المتصلين ببرارى اودغست وصحاريها تجاه اوليل (24) وشماليها بلاد الروم وما يتصل
পৃষ্ঠা ১০