- 34 - 2 - عمدتهم في مسائل الاعتقاد هي الأحاديث الصحيحة المستفيضة ، أما الأحاديث الضعيفة فيأتون بها للاعتضاد على مسألة ما - مثل الأحاديث التي رواها الطبراني . ورواها أئمة السنة من قبله في مسألة العلو - فالآيات الكثيرة والأحاديث المتواترة دلت على هذا الأصل العقدي المهم .
3 - ودلت أقوال الأئمة على هذه المسألة فمن ذلك ما قعده الخطيب البغدادي بقوله : " وتنقسم الأحاديث المروية في الصفات ثلاثة أقسام :
أ- منها أخبار ثابتة : أجمع أئمة النقل على صحتها ، لاستفاضتها ، وعدالة ناقليها ، فيجب قبولها ، والإيمان بها ، مع حفظ القلب أن يسبق إليه اعتقاد ما يقتضي تشبيه الله بخلقه ، ووصفه بما لا يليق به ...
ب - والقسم الثاني : أخبار ساقطة . بأسانيد واهية ، وألفاظ شنيعة ، أجمع أهل العلم بالنقل على بطلانها فهذه لا يجوز الاشتغال بها ، ولا التعريج عليها .
ج - والقسم الثالث : أخبار اختلف أهل العلم في أحوال نقلتها ، فقبلهم البعض دون الكل ، فهذه يجب الاجتهاد والنظر فيها ؛ لتلحق بأهل القبول ، أو تجعل في حيز الفساد والبطول " (1)
(" جواب أبي بكر الخطيب البغدادي عن سؤال أهل دمشق في الصفات " ( ص66-67 ) . )
.
وقال ابن قدامة : " ينبغي أن يعلم أن الأخبار الصحيحة التي ثبتت بها صفات الله تعالى هي الأخبار الصحيحة الثابتة بنقل العدول الثقات التي قبلها السلف ، ونقلوها ولم ينكروها ولا تكلموا فيها . وأما الأحاديث الموضوعة التي وضعتها الزنادقة ليلبسوا بها على أهل الإسلام ، أو الأحاديث الضعيفة إما لضعف رواتها أو جهالتهم أو لعلة فيها فلا يجوز أن يقال بها ولا اعتقاد ما فيها ... " (2)
(" ذم التأويل " ( ص47 ) . )
.
وأختم هذا التعليق بقاعدة مهمة ذكرها الحافظ الذهبي في مثل هذه الأحاديث التي في إسنادها ضعف ، ولكنها تدل بالجملة على علو الله ، وبعض صفات الله التي تكاثرت النصوص من القرآن والسنة عليها .
(1)" جواب أبي بكر الخطيب البغدادي عن سؤال أهل دمشق في الصفات " ( ص66 - 67 ) .
(2)" ذم التأويل " ( ص47 ) .
পৃষ্ঠা ৩৫