الحمد لله حق حمده ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلي آله وصحبه ، وبعد فإن الله - جل وعلا - أخبر بحفظ هذا الدين قال تعالى : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } (1)
(سورة الحجر / 9 . )
.
قال ابن حزم - رحمه الله : - " فأخبر تعالى كما قدمنا أن كلام نبيه - صلى الله عليه وسلم - كله وحي ، والوحي بلا خلاف ذكره ، والذكر محفوظ بنص القرآن ، فصح بذلك أن كلامه - صلى الله عليه وسلم - محفوظ بحفظ الله - عز وجل - مضمون لنا أنه لا يضيع منه شيء " (2)
(" الإحكام " لابن حزم ( 1/ 88/ 89 ) ، ( ص 109 ) . )
.
وإن من حفظ الله وعنايته أن هيأ العلماء المخلصين لهذا الدين ، بذلوا الغالي والنفيس ، رحلوا في شرق الأرض وغربها بما لم يسبقهم سابق . فالحمد لله على نعمه ، وأسأل الله أن يرحم علماء المسلمين أجمعين ، وأن يرفع درجتهم في عليين .
وفكرة هذا المشروع : التنقيب عن المفقود من كتب التراث ومنها كتب العقيدة - التي هي التخصص الدقيق - هي أحد المناهج والطرق التي يسلكها علماء الأمة في حفظ التراث من الضياع ، ولهم في ذلك عدة قواعد ومناهج (3)
(كتب الأخ الفاضل حكمت بشير ياسين كتابا سماه " القواعد المنهجية في التنقيب عن المفقود من الكتب التراثية " ذكر فيه جملة كبيرة من القواعد والطرائق التي يسلكها الباحث لجمع النصوص والكتب المفقودة ، وهو كتاب فريد في بابه ، واستفدت كثيرا من طريقته ومنهجه- جزاه الله خيرا - . )
أشير إلى ما له صلة بموضوع البحث :
1 - القاعدة الأولى : البحث في كتب الإجازات والمسموعات ، وفائدة هذه القاعدة الكشف عن اسم الكتاب المفقود وصحة نسبته لمؤلفه ، وذكر السند إليه ، ومعرفة من سمع الكتاب ، وتراجم إسناده ، ومن قرأه وسمعه وعدد أجزائه ، وسترى
(1)سورة الحجر /9 .
(2)" الإحكام " لابن حزم ( 1/88/89 ) ، ( ص 109 ) .
(3)كتب الأخ الفاضل حكمت بشير ياسين كتابا سماه " القواعد المنهجية في التنقيب عن المفقود من الكتب التراثية " ذكر فيه جملة كبيرة من القواعد والطرائق التي يسلكها الباحث لجمع النصوص والكتب المفقودة ، وهو كتاب فريد في بابه ، واستفدت كثيرا من طريقته ومنهجه - جزاه الله خيرا - .
পৃষ্ঠা ১৫
- 15 - أيضا أن تحديد السند إلى المؤلف المفقود يفيد الباحث بعدم إدخال كتب المؤلف بعضها مع بعض .
2 - القاعدة الثانية : البحث في الكتب التي صنفت في موضوع الكتاب المفقود ، المتأخرة عنه (1)
(كتاب حكمت بشير ( ص143 ، 113 ) . )
.
وقد غلبت عندي هذه القاعدة فيما نحن بصدده - كتاب السنة - ونتائج هذه الطريقة ظاهرة ، فالمؤلف اللاحق استفاد ممن سبقه ، فينقل منه نصا أو نصوصا ، وحينما تجمع هذه النصوص تكون لنا غالبا صورة واضحة للكتاب من جهة موضوعه وما تناوله من مسائل ...
ويكون البحث أيضا باستقراء الكتب الموسوعة التي رجع غالب مؤلفيها إلى مئات الكتب والأجزاء عند التأليف أو الشرح .
3 - القاعدة الثالثة : البحث في كتب تلاميذ المؤلف ، وتلاميذ تلاميذه ، ومن جاء بعدهم مثل مصنفات الخطيب البغدادي ، وابن الجوزي ، وابن تيمية ، وابن القيم ، وابن حجر ، والسيوطي ، وغيرهم من أهل العلم .
هذه تقريبا بعض القواعد التي سرت عليها في جمعي للكتاب وهذا الكتاب : السنة للإمام الطبراني هو الأول في هذا المشروع : ( التنقيب عن كتب العقيدة ) ، ويليه إن شاء الله جملة من المصنفات التي تجمع لدي منها نصوص مباركة تستحق أن تكون سلسلة نافعة (2)
(مثل : " الإيمان " لعبد الرحمن رسته ، و" القدر " للإمام أبي داود السجستاني ، و" الرد على الجهمية " للإمام ابن أبي حاتم ، الاثنان الأخيران سيكونان بحجم مجلد كامل - يسر الله إتمامها - . )
.
وبعد هذه المقدمة أنتقل إلى موضوع الكتاب وقد قسمته إلى فصلين وخاتمة .
الفصل الأول : الدراسة ، وفيها مبحثان :
المبحث الأول : التعريف بالمؤلف - باختصار - وفيه :
(1)كتاب حكمت بشير ( ص143 ، 113 ) .
(2)مثل : " الإيمان " لعبد الرحمن رسته ، و" القدر " للإمام أبي داود السجستاني ، و" الرد على الجهمية " للإمام ابن أبي حاتم ، الاثنان الأخيران سيكونان بحجم مجلد كامل - يسر الله إتمامها - .
পৃষ্ঠা ১৬
- 16 - - اسمه ونسبه ، ومولده ونشأته وشيوخه .
- علمه ، وثناء العلماء ، مؤلفاته ، عقيدته ، وفاته .
المبحث الثاني : التعريف بكتاب السنة للطبراني :
ويشتمل على الآتي :
1 - اسم الكتاب ، وموضوعه .
2 - تراجم إسناده .
3 - عدد أجزاءه .
4 - استفادة العلماء منه .
5 - ترتيب الكتاب .
6 - تاريخ فقد الكتاب .
الفصل الأول الدراسة
المبحث الأول : التعريف بالمؤلف - باختصار - :
وفيه :
1 - اسمه ونسبه ، ومولده ونشأته :
هو الإمام ، الحافظ ، المعمر ، أبو القاسم ، سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي ، الشامي ، الطبراني ، نسبة إلى طبرية الشام ، وهي مدينة تقع على بحيرة طبريا من جهة فلسطين .
مولده بمدينة عكا في شهر صفر سنة ستين ومئتين ، وكانت أمة عكاوية وأول سماعه في سنة ثلاث وسبعين ، وارتحل به أبوه ، وحرص عليه ، فإنه كان صاحب حديث ، من أصحاب دحيم ، فأول ارتحاله كان في سنة خمس وسبعين ، فبقي في الارتحال ، ولقي الرجال ستة عشر عاما ، قال أبو نعيم : " قدم أصبهان سنة تسعين ومئتين . .. " (1)
(" السير " ( 16/ 119 ) ، " ذكر أخبار أصبهان " ( 1/ 335 ) . )
.
(1)" السير " ( 16/119 ) ، " ذكر أخبار أصبهان " ( 1/335 ) .
পৃষ্ঠা ১৭
- 17 - 2 - شيوخه :
الحافظ الطبراني شيخ رحال ، جوال كما قال الأئمة ، وكتب كما يقول الذهبي : عمن أقبل وأدبر (1)
(" السير " ( 16/ 119 ) . )
.
وقال أيضا : " وحدث عن ألف شيخ أو يزيدون " (2)
(" التذكرة " ( 3/ 912 ) . )
.
وقد ألف شيخنا حماد بن محمد الأنصاري - رحمه الله - مؤلفا في شيوخ الطبراني ، سماه : " بلغة القاصي والداني في تراجم شيوخ الطبراني : وبلغ شيوخه ( 704 ) شيوخ - ومنه استفدت فيما كتبت .
وأنا ذاكر بعض شيوخه الذين ورد ذكرهم في هذا البحث على وجه الاختصار .
- إبراهيم بن عبد الله بن مسلم ، أبو مسلم الكجي ، قال الخطيب : وكان من أهل الفضل والعلم والأمانة ، وقال الذهبي : الشيخ الإمام الحافظ ، مات سنة 292ه ، انظر : " السير " ( 6/120 ) .
- الحسين بن إسحاق التستري ، قال الخلال : شيخ جليل ... وكان رجلا مقدما مات سنة 289 ه . انظر : " طبقات الحنابلة " ( 1/142 ) ، " تاريخ الإسلام " ( ص 157 ) ، " وفيات " ( 281 - 290 ه ) .
- زكريا بن يحيى الساجي ، قال الذهبي : الإمام الثبت الحافظ ، محدث البصرة وشيخها ، ومفتيها ، مات سنة 703 ه . انظر : " السير " ( 14/197 ) ، " طبقات الشافعية " ( 3/299 ) .
- علي بن سعيد الرازي ، وقال ابن يونس : كان يفهم ويحفظ ، وقال الذهبي : حافظ رحال جوال ، مات سنة 299ه انظر : " الميزان " ( 3/131 ) ، " اللسان " ( 4/231 ) .
- علي بن عبد العزيز أبو الحسن البغوي ، قال الدارقطني : ثقة مأمون ، وقال الذهبي ، الإمام الحافظ ، مات سنة 286ه . انظر : " السير " ( 13/348 ) ، " تذكرة الحافظ " ( 2/622 ) .
(1)" السير " ( 16/119 ) .
(2)" التذكرة " ( 3/912 ) .
পৃষ্ঠা ১৮
- 18 - - الفضل بن الحباب الجمحي البصري ، قال الذهبي : الإمام العلامة ، المحدث الأديب الأخباري ، وقال : وكان ثقة صادقا ، مأمونا مات سنة 305 ه . انظر : " السير " ( 14/7 - 11 ) ، " تذكرة الحفاظ " ( 2/607 ) .
- محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ، الملقب بمطين ، سئل عنه الدراقطني : فقال ثقة جبل ، وقال الذهبي : الشيخ الحافظ ، الصادق ، مات سنة 792ه . انظر : " السير " ( 14/41 ) ، " طبقات علماء الحديث " ( 2/373 ) .
3 - علمه وثناء العلماء عليه :
- قال يحيى بن منده : " ومن خصائصه وفضائله - رحمه الله - ترك التكبر في طلب العلم مع جلال قدره ، ووفور علمه ، وتوقير مشايخه له وبتبجيله إياه احترامهم له في كل المحافل والمجالس (1)
(جزء فيه ذكر أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني -رحمه الله - وبعض مناقبه ومولده ووفاته وعدد تصانيفه ، تأليف يحيى بن منده ، طبع من الجزء الخامس والعشرين من المعجم الكبير ( ص 329 ) . )
- وقال ابن أبي يعلى : " وكان أحد الأئمة والحفاظ في علم الحديث " (2)
(" طبقات الحنابلة " ( 3/ 49 ) . )
- وقال ابن عساكر : " وروى عنه النجوم والأكابر والأعلام ما لا يعد كثرة " (3)
(" تاريخ ابن عساكر " ( 22/ 163 ) ، " ذكر أخبار أصبهان " ( 1/ 335 ) . )
- وقال الذهبي : " الرحال والجوال ، محدث الإسلام ، علم المعمرين (4)
(" السير " ( 16/ 119 ) . )
.
4 - مؤلفاته :
الإمام الطبراني - رحمه الله - من الأئمة المكثرين من التأليف والتصنيف ذكر الحافظ يحيى بن منده ما وجد من تصانيفه (5)
(كتاب ابن منده في ترجمة الطبراني ( ص 359 ) . )
فبلغت ( 107 ) كتب وبعضها يبلغ مجلدات ، ومن أشهرها :
(1)جزء فيه ذكر أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني - رحمه الله - وبعض مناقبه ومولده ووفاته وعدد تصانيفه ، تأليف يحيى بن منده ، طبع من الجزء الخامس والعشرين من المعجم الكبير ( ص 329 ) .
(2)" طبقات الحنابلة " ( 3/49 ) .
(3)" تاريخ ابن عساكر " ( 22/163 ) ، " ذكر أخبار أصبهان " ( 1/335 ) .
(4)" السير " ( 16/119 ) .
(5)كتاب ابن منده في ترجمة الطبراني ( ص 359 ) .
পৃষ্ঠা ১৯
- 19 - 1 - " المعجم الكبير " على أسماء الصحابة ، وتراجمهم وما رووه .
2 - " المعجم الأوسط " على مشايخه المكثرين ، وغرائب ما عنده عن كل واحد .
3 - " المعجم الصغير " يروي عن كل شيخ له حديثا أو نحوه .
4 - مسند " الشاميين " .
5 - " كتاب الدعاء " .
6 - " مكارم الأخلاق " .
7 - " الأوائل " وغيرها من المؤلفات ، وجميع مؤلفاته السابقة مطبوعة .
5 - عقيدته :
الإمام الطبراني ، إمام من أئمة السنة ، سار على سنن من سبقه من علماء الإسلام في الدفاع عن العقيدة الصافية : إملاء للأحاديث الدالة على العقيدة السليمة ، وتأليفا في مسائل أصول الدين مما وقع فيها الخلاف بين أهل السنة ومخالفيهم .
وإليك بيان ذلك :
- قال يحيى بن منده : " ومن طريقته - أي الطبراني - المستقيمة وأفعاله الحميدة إنزال مشايخه منازل الأئمة ... ولما ذكر بعض الأئمة مع الإمام الطبراني قال : " فإذا رأيتم من يقع فيهم أو في واحد منهم فاعلموا أنه على غير الطريقة " (1)
(" كتاب يحيى بن منده عن الطبراني " ( ص356-357 ) . )
.
- ومن ذلك أنه كان يملي حديث عكرمة مولى ابن عباس - رضي الله عنه - في الرؤية في الجامع العتيق بأصبهان ، ويرد على كل من اعترض عليه من أهل الأهواء والمبتدعة والمخالفين له ، بل وصل حال المخالفين له إلى الطعن فيه ، كما يقول ابن منده : " مع أن المبتدعة والمخالفين له كانوا يموتون على علو إسناده وكثرة أحاديثه ، وقد سمعوا منه ورووا عنه ، مع هذا يطعنون عليه ويزعمون أنه كان حشويا " (2)
(" كتاب يحيى بن منده عن الطبراني " ( ص356-357 ) . )
.
- ومن مؤلفاته التي تدل على معتقده السني الأثري :
(1)" كتاب يحيى بن منده عن الطبراني " ( ص356 - 357 ) .
(2)" كتاب يحيى بن منده عن الطبراني " ( ص356 - 357 ) .
পৃষ্ঠা ২০
- 20 - - كتاب السنة ، وسيأتي التعريف بمنهجه وموضوعه وما اشتمل عليه من أحاديث وآثار .
- كتاب الرد على المعتزلة .
- كتاب الرد على الجهمية (1)
(قال في " المعجم الكبير " باب بيان كفر الجهمية الضلال برؤية الرب - عز وجل - في القيامة " " مسند جرير " ( 2/ 294 ) . )
.
- كتاب بيان كفر من قال بخلق القرآن .
- كتاب دلائل النبوة .
- كتاب ذكر الخلافة لأبي بكر وعمر .
- كتاب فضائل العرب وعثمان وعلي - رضي الله عنهم - .
6 - وفاته :
قال أبو نعيم : " توفي في ذي القعدة لليلتين بقيتا منه سنة ستين وثلاثمائة وحضرت الصلاة عليه " (2)
(" ذكر أخبار أصبهان " ( 1/ 335 ) . )
.
وعاش مائة عام وعشرة أشهر (3)
(" السير " ( 16/ 128 ) . )
(4)
(وللمزيد من التوسع في ذكر ترجمته ومؤلفاته يراجع كتاب " الحافظ الطبراني وجهوده في خدمة السنة النبوية " للدكتور محمد أحمد رضوان . )
.
المبحث الثاني : التعريف بكتاب السنة ، وفيه :
1 - اسم الكتاب وموضوعه :
اسمه : السنة للطبراني ، هكذا سماه من ترجم له من العلماء (5)
(انظر : ترجمة الطبراني ليحيى بن منده ( ص 361 ) ، " السير " ( 20/ 558 ) . )
ومن نقل عنه (6)
(انظر : الأحاديث التي جمعتها ، يصدر العلماء النقل بقولهم : قال الطبراني في كتابه " السنة . )
.
موضوعه : يطلق العلماء ( علماء العقيدة ) " السنة " ويعنون بها معنى أوسع من إطلاق المحدثين أو الأصوليين أو الفقهاء .
(1)قال في " المعجم الكبير " باب بيان كفر الجهمية الضلال برؤية الرب - عز وجل - في القيامة " " مسند جرير " ( 2/294 ) .
(2)" ذكر أخبار أصبهان " ( 1/335 ) .
(3)" السير " ( 16/128 ) .
(4)وللمزيد من التوسع في ذكر ترجمته ومؤلفاته يراجع كتاب " الحافظ الطبراني وجهوده في خدمة السنة النبوية " للدكتور محمد أحمد رضوان .
(5)انظر : ترجمة الطبراني ليحيى بن منده ( ص 361 ) ، " السير " ( 20/558 ) .
(6)انظر : الأحاديث التي جمعتها ، يصدر العلماء النقل بقولهم : قال الطبراني في كتابه " السنة .
পৃষ্ঠা ২১
- 21 - إذ يعنون بالسنة : موافقة الكتاب وسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ، سواء في أمور الاعتقادات أو العبادات .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : " ولفظ السنة في كلام السلف يتناول السنة في العبادات وفي الاعتقادات ، وإن كان كثير ممن صنف في السنة يقصدون الكلام في الاعتقادات " (1)
(" الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " لابن تيمية ( ص77 ) . )
.
وقد سبق الإمام الطبراني جمع من الأئمة سموا مصنفاتهم في العقيدة باسم " السنة " مثل :
- كتاب الإمام أحمد بن حنبل م سنة 241ه .
- كتاب الحافظ أبي داود السجستاني م سنة 275ه ( ضمن كتاب السنن ) .
- كتاب ابن أبي عاصم م سنة 287ه .
- كتاب عبد الله بن الإمام أحمد م سنة 290ه وغيرها كثير .
- كتاب الحافظ أبي بكر الخلال المتوفى م سنة 311ه وغيرها كثير .
يقول ابن تيمية : " ... وأقوال السلف كثيرة مشهورة في كتب أهل الحديث والآثار يروونها عنهم بالأسانيد المعروفة ، وكذلك كتب التفسير ، وقد صنفوا في هذا الباب مصنفات كثيرة منهم من يسمي مصنفه : كتاب السنة ، منهم من يسميه : الرد على الجهمية ، ومنهم من يسميه : الشريعة ، ومنهم من يسميه : الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ، وفيها من الآثار الثابتة عن السلف التي تعرف مذاهبهم ما لا يحصى .... " (2)
(" نقض تأسيس الجهمية " ( 2/ 624-625 ) تحقيق د . راشد الطيار ، وانظر " الفتاوى " ( 19/ 307 ) . )
.
2 - تراجم إسناده :
ساق الحافظ ابن حجر سنده إلى الكتاب (3)
(" المعجم المفهرس " رقم : ( 60 ) ، ( ص63 ) . )
وبعض المؤلفات التي روت من الكتاب (4)
(انظر مثلا النصوص رقم : ( 1 ، 2 ، 3 ) ، وغيرها و" إثبات الحد " للدشتي برقم : ( 32 ) ، و" العلو " للذهبي ( 1/ 843 ) . )
وسوف أترجم لسنده بإيجاز وهم على النحو الآتي :
(1)" الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " لابن تيمية ( ص77 ) .
(2)" نقض تأسيس الجهمية " ( 2/624 - 625 ) تحقيق د . راشد الطيار ، وانظر " الفتاوى " ( 19/307 ) .
(3)" المعجم المفهرس " رقم : ( 60 ) ، ( ص63 ) .
(4)انظر مثلا النصوص رقم : ( 1 ، 2 ، 3 ) ، وغيرها و " إثبات الحد " للدشتي برقم : ( 32 ) ، و" العلو " للذهبي ( 1/843 ) .
পৃষ্ঠা ২২
- 22 - 1 - أحمد بن آقبرص بن بلغاف الكنجي ، الخوارزمي الدمشقي . أخذ عن إسحاق بن يحيى الآمدي ، قال ابن حجر : لقيته بالصالحية وكان خيرا . مات سنة 803 ه .
انظر : " إنباء الغمر " ( 4/252 ) ، " المجمع المؤسس " ( 1/258 ) ، " الضوء اللامع " ( 1/190 ) .
2 - أبو هريرة ابن الذهبي : هو : " عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عثمان التركماني ، ثم الدمشقي ابن الحافظ أبي عبد الله الذهبي ، قال ابن حجر : مسند الشام في عصره أحضره أبوه على القاضي سليمان ، وإسماعيل بن مكتوم ، وأهل عصره فأكثر عنهم ، وقال أيضا : وتفرد بكثير من الشيوخ والروايات ، وأجاز لي غير مرة ، مات سنة 799ه " . / 50 انظر : " إنباء الغمر " ( 3/350 ) ، " المجمع المؤسس " ( 2/145 ) ، " ذيل التقييد " ( 2/92 ) .
3 - إسحاق بن يحيى بن إسحاق الآمدي الحنفي .
قال الذهبي " ولد سنة ( 642ه ) بآمد ، ورحل به أبوه فأدرك ابن خليل فسمع منه أجزاء كثيرة " ، وقال ابن حجر : " وكان له أنس بالحديث ويعرف مسموعاته ، وحصل أصوله ، وكان لطيفا بشوشا .. . " مات سنة 725ه .
انظر : " المعجم المختص " ( 80 ) ، ( ص 70 ) ، " الدرر الكامنة " ( 1/358 ) .
4 - يوسف بن خليل بن عبد الله الآدمي الدمشقي .
قال الدمياطي بعد أن ذكر استيطانه حلب : " وحدث بها بالكثير على استقامة وحسن طريقة ومعرفة ... " وقال الذهبي : " شيخ الحديث ، رواية الإسلام ، مات سنة 648ه " .
انظر : " المستفاد من ذيل تاريخ بغداد " ( 19/263 ) ، " السير " ( 23/151 ) .
5 - محمد بن أبي زيد بن حمد الأصبهاني الكراني ، الخباز ، ولد سنة سبع وتسعين وأربعمائة سمع أبا علي الحداد ، ومحمود بن إسماعيل الصيرفي ، روى عنه : سائر " معجم
পৃষ্ঠা ২৩
- 23 - الطبراني " بسماعه من ابن فاذشاه عن المؤلف . قال الذهبي : " شيخ معمر عالي الإسناد ، كمل مئة سنة ، مات سنة 597ه " .
انظر : " تاريخ الإسلام " ( ص314 ) ، و" السير " ( 21/363 ) ، و" ذيل التقييد " ( 1/215 ) .
6 - محمود بن إسماعيل بن محمد الصيرفي الأصبهاني ، أبو منصور الأشقر ، قال السمعاني : شيخ صالح سديد ، معمر مكثر من الحديث .
وقال الذهبي : الشيخ الجليل الثقة ، حدث عن أبي الحسين أحمد بن محمد بن فاذشاه بمعجم الطبراني . مات سنة 514 ه .
انظر : " التحبير " ( 2/275 ) ، " التقيد " ( 2/245 ) ، " السير " ( 19/428 ) .
7 - أحمد بن محمد فاذشاه أبو الحسين الأصبهاني .
قال يحيى بن منده : كان ابن فاذ شاه صاحب ضياع كثيرة ، صحيح السماع ، رديء المذهب .
قلت : - القائل الذهبي - كان يرمى بالاعتزال والتشيع ، حدث بالكثير عن أبي القاسم الطبراني ، مات سنة 433ه .
انظر : " التقييد " ( 1/198 ) ، " السير " ( 17/515 ) .
8 - أبو القاسم : سليمان بن أحمد الطبراني ، سبقت ترجمته مفصلة .
পৃষ্ঠা ২৪
- 24 - - 25 - توضيح شجرة الإسناد :
الإسناد يتفرع من بعد محمود بن إسماعيل الصيرفي على النحو الآتي :
يرويه عنه :
( أ) أبو العلاء الهمذاني في كتابه : " فتيا وجوابها في ذكر الاعتقاد " .
( ب ) وأبو جعفر أحمد بن نصر الصيدلاني وعنه :
- أبو إسحاق الدرجي ثم يرويه عنه المزي في رواية له .
- وأبو عبد الله المقدسي في كتابه : " الأحاديث المختارة " وعنه يرويه الدشتي في كتابه : " إثبات الحد " في رواية له .
( ج ) - رواية محمد بن أبي زيد وهي أشهرها .
1 - ويرويه عنه أبو الحسن بن البخاري ثم يرويه عنه المزي في كتابه : " التهذيب " وهي الرواية الأخرى له .
2 - ويرويه عنه يوسف بن خليل وعنه الدشتي في الرواية الأخرى له .
- ومن طريق يوسف يرويه ابن حجر بإسناده الذي ذكرت .
3 - ويرويه عنه علي بن أحمد وأحمد بن أبي الخير وعنهم الذهبي في كتابيه " العلو " و" السير " .
3 - عدد أجزائه :
أشار ابن حجر في المعجم المفهرس إلى تجزئة الكتاب ، فقال في قراءته للكتاب : " من أول الكتاب إلى أثناء الجزء الرابع عند قوله : " باب ما جاء في عذاب القبر " (1)
(( ص53 ) . )
.
ووصفه يحيى بن منده بأنه في عشرة أجزاء (2)
(ترجمة الطبراني ، طبعت في آخر ، " المعجم الكبير " ( ص361 ) . )
.
والجزء عند المحدثين قرابة عشرين ورقة (3)
(" السير " ( 20/ 558 ) ، و" دراسات في الحديث النبوي " للأعظمي . )
.
(1)( ص53 ) .
(2)ترجمة الطبراني ، طبعت في آخر ، " المعجم الكبير " ( ص361 ) .
(3)" السير " ( 20/558 ) ، و" دراسات في الحديث النبوي " للأعظمي .
পৃষ্ঠা ২৬
- 26 - ولهذا وصفه الذهبي بأنه في مجلد (1)
(" السير " ( 16/ 128 ) ، " تذكرة الحفاظ " ( 3/ 914 ) . )
.
فالكتاب كبير جمع فيه الإمام الطبراني النصوص المتعلقة بمسائل العقيدة وغالبه يرويه بالإسناد .
4 - استفادة العلماء من الكتاب :
استفاد أهل العلم المصنفين في أبواب الاعتقاد وغيرها من كتاب الطبراني ونقلوا منه جملة كبيرة من النصوص مما وقفت عليه وإليك تفصيلها :
1 - أبو يعلى في " إبطال التأويلات " ، نقل منه موضع واحد .
2 - أبو العلاء الهمذاني في " فتيا في الاعتقاد " نقل منه في ثلاثة مواضع .
3 - الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " نقل منه في ثلاثة مواضع .
4 - أبو محمد الدشتي في " إثبات الحد لله تعالى " نقل منه في موضعين .
5 - ابن تيمية في " نقض التأسيس " نقل منه قرابة خمسين نصا ، وفي " التسعينية " في أربعة مواضع .
6 - المزي في " تهذيب الكمال " في موضع واحد .
7 - والذهبي في " العلو " في ثمان مواضع ، وفي " السير " موضع واحد .
8 - وابن القيم في " شفاء العليل " موضع واحد ، وفي " اجتماع الجيوش " موضع واحد ، وفي " الصواعق المرسلة " موضع واحد .
9 - الزركشي في " اللآلئ المنثورة " موضع واحد .
10 - وابن كثير في " التفسير " في ثلاثة مواضع وفي " البداية " موضع واحد .
11 - وابن رجب في " التخويف من النار " موضع واحد .
12 - وابن حجر في " الفتح " نقل عنه في ثلاثة مواضع ، وفي " الإصابة " نقل منه في موضعين .
(1)" السير " ( 16/128 ) ، " تذكرة الحفاظ " ( 3/914 ) .
পৃষ্ঠা ২৭
- 27 - 13 - والسيوطي نقل في " الدر المنثور " في أربعة عشر موضعا ، وفي " اللآلئ المصنوعة " في سبعة مواضع .
كما عده أهل العلم أيضا من المصنفات الموثوق بها في العقيدة (1)
(انظر : " التسعينية " ( 1/ 165 ) ، " الدرء " ( 7/ 108-109 ) ، " منهاج السنة " ( 2/ 365 ) ، و" شرح الأصبهانية - رسالة دكتوراه " ( ص180 ) ، " الفتاوى " ( 6/ 486 ) ، و( 12/ 571 ) ، " أقاويل الثقات " ( ص 233 ) . )
.
5 - ترتيب الكتاب :
من خلال ما تجمع لدي من نصوص الكتاب ، فالإمام الطبراني سار على ترتيب من سبقه من العلماء المصنفين في أبواب العقيدة والسنة ، من ذكر الأبواب مرتبة على مسائل العقيدة ، وتحت هذه الأبواب يورد جملة من الأحاديث والآثار والأقوال ، ويمكن أن يمثل بكتاب " السنة " لابن أبي عاصم ، و" التوحيد " لابن خزيمة . أما ذكر الأبواب تحديدا فمن خلال المادة التي جمعتها من الكتاب ، يمكن أن يقال إن نصوص الكتاب اشتملت على :
إثبات علو الله على خلقه ، إثبات الاستواء ، العرش ، الكرسي ، إثبات الرؤية ، وتحته مسألة إثبات رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - ربه ليلة الإسراء (2)
(انظر النص رقم ( 12 ) . )
إثبات النزول ، الشفاعة ، صفة الجنة والنار ، ثم فصل القول في الصفات التي وصف الله بها نفسه في كتابه (3)
(انظر النص رقم ( 32 ) وما قبله . )
وذكر منها - حسب ما وقفت عليه - إثبات الصورة ، الكلام على تفسير الصمد ، إثبات صفة اليد لله تعالى ، وإثبات عذاب القبر ونعيمه (4)
(ملحوظة : سماع ابن حجر للكتاب إلى منتصفه تقريبا عند قوله : " باب ما جاء في عذاب القبر " لأنه في الجزء الرابع منه ، والكتاب يقع في عشرة أجزاء فهذه فائدة مهمة في معرفة الترتيب ، راجع : عدد أجزائه . )
ذم البدع والمبتدعة (5)
(انظر أيضا مؤلفاته في الرد على الجهمية والمعتزلة ، راجع فصل : عقيدته فيما سبق . )
.
(1)انظر : " التسعينية " ( 1/165 ) ، " الدرء " ( 7/108 - 109 ) ، " منهاج السنة " ( 2/365 ) ، و" شرح الأصبهانية - رسالة دكتوراه " ( ص180 ) ، " الفتاوى " ( 6/486 ) ، و( 12/571 ) ، " أقاويل الثقات " ( ص 233 ) .
(2)انظر النص رقم ( 12 ) .
(3)انظر النص رقم ( 32 ) وما قبله .
(4)ملحوظة : سماع ابن حجر للكتاب إلى منتصفه تقريبا عند قوله : " باب ما جاء في عذاب القبر " لأنه في الجزء الرابع منه ، والكتاب يقع في عشرة أجزاء فهذه فائدة مهمة في معرفة الترتيب ، راجع : عدد أجزائه .
(5)انظر أيضا مؤلفاته في الرد على الجهمية والمعتزلة ، راجع فصل : عقيدته فيما سبق .
পৃষ্ঠা ২৮
- 28 - 6 - تاريخ فقد الكتاب :
كتاب " السنة " من مصادر المصنفين في العقيدة قرنا بعد قرن ، وهذا ظاهر في نقول أهل العلم لعناوين الأبواب ، ولجملة كبيرة من أحاديثه وآثاره التي سبق ذكرها في فصل : استفادة العلماء من الكتاب . ويظهر لك أيضا عند ذكر توثيق النصوص .
وآخر من وقف على الكتاب - فيما أعلم - هو العالم عبد الله بن عثمان مستجي زاد المتوفى سنة 1148ه (1)
(" الأعلام ( 4/ 103 ) . )
.
قال في تعليقه على " منهاج السنة النبوية " لابن تيمية ( نسخة عاشر أفندي ) لما ذكر ابن تيمية جملة من الكتب المصنفة في السنة ومنها : كتاب " السنة " للطبراني قال مستجي زاده : " وعندي لله الحمد هذا الكتاب وطالعته كرارا ومرارا " (2)
(" منهاج السنة " ( 2/ 365 ) ، هامش رقم ( 3 ) . )
.
(1)" الأعلام ( 4/103 ) .
(2)" منهاج السنة " ( 2/365 ) ، هامش رقم ( 3 ) .
পৃষ্ঠা ২৯
- 29 - الفصل الثاني
الجزء الموجود من كتاب السنة لأبي القاسم الطبراني
جمع ودراسة
تمهيد :
في ذكر منهجي في الجمع والتحقيق :
أولا : أذكر إسناد الطبراني .
ثانيا : توثيق نسبته إليه ، وأذكر من نص على ذلك .
ثالثا : الحكم على الإسناد ، وهذا الحكم حكم إجمالي ، وسيكون على الأحاديث المرفوعة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - دون الموقوفات وأقوال الأئمة .
رابعا : تخريجه من كتب السنة وغيرها ، مع العناية بالتخريج من كتب العقيدة المسندة .
خامسا : أفردت قسما للأحاديث والآثار التي لم أقف على إسناد للطبراني ، وإنما وجدت إشارة لأهل العلم بالعزو للكتاب .
سادسا : التعليق على بعض الأحاديث .
পৃষ্ঠা ৩০
- 30 - 1 - قال الطبراني : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، حدثنا عبد الله بن أبي زياد القطواني حدثنا يحيى بن أبي بكير ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الله بن خليفة ، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال : " أتت امرأة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت : ادع الله أن يدخلني الجنة فعظم الرب - عز وجل - ثم قال : " إن كرسيه وسع السماوات والأرض ، وإنه يقعد عليه ، ما يفضل منه مقدار أربع أصابع " ثم قال بأصابعه فجمعها " وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله " .
الحكم على الإسناد : إسناده ضعيف فيه عدة علل :
1 - جهالة عبد الله بن خليفة ، فقد ذكره ابن حبان في " الثقات " ، وقال الذهبي : لا يكاد يعرف ، وقال ابن كثير : ليس بذاك المشهور ، وفي سماعه من عمر نظر .
انظر : " الثقات " ( 5/28 ) ، " الميزان " ( 2/414 ) ، " البداية والنهاية " ( 1/11 ) .
2 - الاضطراب في السند ، فمرة يرويه عبد الله بن خليفة مرسلا لا يذكر عمرا ، ومرة يرويه عن عمر من قوله .
توثيقه : ذكره أبو العلاء الهمذاني في " فتيا وجوابها في ذكر الاعتقاد وذم الاختلاف " ( ح21 ) ، ( ص75 ) ، والضياء في " الأحاديث المختارة " ( 1/264 - 265 ) ، ( ح153 ) ، وعنه : الدشتي في " إثبات الحد " ( ح32 ) ، ( ص104 ) ( مخطوطة ) .
وعزاه للسنة أيضا الذهبي في " العلو " ( 2/1265 ) ( ح504 ) ، وابن كثير في " التفسير " ( 1/310 ) ، وابن حجر في " الإصابة " ( 7/302 ) ( ت6593 ) ، والسيوطي في " الدر المنثور " ( 1/328 ) .
تخريجه : أخرجه عبد الله بن أحمد في كتاب " السنة " ( 1/301 ) ( ح585 ) ، و( 1/305 ) ( ح593 ) مرسلا ، وابن أبي عاصم في " السنة " ( 1/251 ) ، ( ح574 ) ، وابن خزيمة في " التوحيد " ( 1/245 ) ، ( ح151 ) قال الشك والظن أنه عن عمر ، وأبو الشيخ في " العظمة " ( 2/548 ) ، ( ح193 ) ، والدارقطني في " الصفات " ، ( ح35 ) ،
পৃষ্ঠা ৩১
- 31 - ( ص48 ) ، وأبو العلاء الهمذاني في " فتيا في ذكر الاعتقاد " ( ح 21 ) ، ( ص75 ) ، وغيرهم من طريق عبد الله بن خليفة عن عمر بن الخطاب مرفوعا .
والحديث كما سبق ضعيف وقد نص الأئمة على ذلك مثل الحافظ البزار في " البحر الزاخر " ( 1/458 ) ، وابن الجوزي في " العلل المتناهية " قال : هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإسناده مضطرب جدا ( 1/5 ) ، وابن كثير في " تفسيره " ( 1/310 ) . ولفظ الأطيط لم يأت به نص ثابت : انظر : " العلو " ( 1/415 - 416 ) و( 2/1034 ) .
2 - قال الطبراني : حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا حجاج بن المنهال ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن يعلى بن عطاء . عن وكيع بن حدس ، عن أبي رزين العقيلي قال : قلت : " يا رسول الله ، أين كان ربنا - عز وجل - قبل أن يخلق السماوات والأرض ؟ قال : " في عماء ، ما فوقه هواء ، وما تحته هواء ، ثم خلق عرشه على الماء " .
الحكم على الإسناد : إسناده ضعيف من أجل وكيع بن حدس ، وهو : وكيع بن حدس أبو مصعب ، روى عنه عمه أبي رزين ، وروى عنه : يعلى بن عطاء ، ذكره ابن حبان في " الثقات " ، وقال ابن القطان : مجهول الحال ، وقال الذهبي : لا يعرف . انظر : " تهذيب الكمال " ( 3/484 ) ، " الميزان " ( 4/335 ) ، " التهذيب " ( 11/131 ) ، " الكاشف " ( 2/350 ) .
توثيقه : رواه أبو العلاء الهمذاني في " فتيا وجوابها " ( ح18 ) ( ص66 ) وعزاه له الذهبي في " العلو " ( 2/1265 ) ، ( ح504 ) ، وابن كثير في " البداية " ( 1/11 ) ، كما رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 19/207 ) .
تخريجه : أخرجه الترمذي في " سننه " ( 5/288 ) ( ح 3109 ) ، وقال حديث حسن وابن ماجه في " سننه " : باب ما أنكرت الجهمية ( 1/64 ) ( ح180 ) ، وابن أبي شيبة في " العرش " ( ح7 ) ( ص54 ) ، وابن أبي عاصم في " السنة " ( 1/271 ) ، ( ح612 ) ، وعبد الله بن أحمد في " السنة " ( 1/245 ) ، ( ح450 ) ، والطبراني في " المعجم الكبير " ( 91/207 ) ، ( ح468 ) ، والبيهقي في " الأسماء " ( 2/303 ) ، ( ح
পৃষ্ঠা ৩২
- 32 - 864 ) ، وأبو الشيخ في " العظمة " ( 1/3636 ) ، ( ح83 ) ، وأبو العلاء الهمذاني في " فتيا في الاعتقاد " ( ح18 ) من طريق وكيع بن حدس عن أبي رزين العقيلي به .
3 - قال الطبراني : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثنا محمد بن الصباح الدولابي ، حدثنا الوليد بن أبي ثور ، عن سماك بن حرب ، وقال سليمان بن أحمد ( أي الطبراني ) ، وحدثنا علي بن سعيد الرازي ، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي ، حدثنا أبي ، حدثنا عمرو بن أبي قيس ، عن سماك بن حرب ، عن عبد الله بن عميرة ، عن الأحنف بن قيس ، عن العباس بن عبد المطلب ، أنه كان جالسا بالبطحاء في عصابة ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس فيهم ، إذ مرت عليه سحابة فنظر إليها فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " هل تدرون ما اسم هذه " ؟
قالوا : نعم ، هذا السحاب ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " والمزن " قالوا : والمزن ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " والعنان " قالوا : " العنان " ثم قال : " هل تدرون ما بين السماء والأرض ؟ " قالوا : لا ، والله لا ندري ، قال : " فإن بعد ما بينهما : إما واحدة ، وإما اثنتان ، أو ثلاث وسبعون سنة والسماء التي فوقها كذلك ، حتى سبع سماوات كذلك ثم فوق السماء السابعة نهر بين أعلاه وأسفله ما بين سماء إلى سماء ، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال ، ما بين أظلافهن وركبهن ما بين سماء إلى سماء ، ثم فوق ظهورهن العرش ، بين أسفله وأعلاه ما بين سماء إلى سماء ، والله - عز وجل - فوق ذلك " .
الحكم على الإسناد : إسناده ضعيف فيه عدة ضعفاء :
1 - الوليد بن عبد الله بن أبي ثور الهمداني الكوفي ، قال أبو زرعة : منكر الحديث يهم كثيرا ، وقال النسائي ، ويعقوب : ضعيف ، وقال ابن معين : ليس بشيء ، انظر : " تهذيب الكمال " ( 31/32 ) ، " الميزان " ( 4/340 ) .
2 - عبد الله بن عميرة ، روى عن الأحنف بن قيس عن العباس : " حديث الأوعال " وروى عنه : سماك بن حرب ، قال البخاري : ولا يعلم له سماع من الأحنف ، وقال الذهبي : فيه جهالة . انظر : " تهذيب الكمال " ( 15/385 ) ، " الميزان " ( 2/469 ) .
পৃষ্ঠা ৩৩
- 33 - توثيقه : أخرجه أبو العلاء الهمذاني في " فتيا وجوابها ... " ( ح19 ) ، ( ص67 - 68 ) ، وأخرجه الضياء في " الأحاديث المختارة " من طريق الطبراني ، ( 8/373 - 374 ) ، ( ح460 - 461 ) وعزاه له الذهبي في " العلو " ( 2/1265 ) ، رقم : ( 504 ) .
تخريجه : الحديث روي من طريقيه إلى سماك بن حرب .
أ- من طريق الوليد بن أبي ثور عن سماك ، أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد المسند " ( 1/206 - 207 ) ، والهمذاني في " فتيا في الاعتقاد " ( ح19 ) ، ( ص67 ) ، وأبو داود في " سننه " كتاب " السنة " ، باب في الجهمية ( 5/93 ) ( ح4723 ) ، والدرامي في " الرد على الجهمية " ( ح72 ) ، ( ص42 ) ، " والرد على بشر " ( ص90 - 91 ) ، وابن بطة في " الإبانة " ( ح107 ) ، ( ص148 ) ، والبيهقي في " الأسماء " ( 2/285 ) ، ( ح847 ) ، واللالكائي في " شرح أصول الاعتقاد " ( 3/390 ) ، ( ح651 ) من طرق إلى الوليد به .
ب - طريق عمرو بن أبي قيس عن سماك ، أخرجه أبو داود في " سننه " كتاب السنة : باب في الجهمية ( 5/94 ) ، ( ح4724 ) وأحال على متنه ، والترمذي في " سننه " كتاب تفسير القرآن ( 5/424 ) ، ( ح3320 ) وقال : هذا حديث حسن غريب ، وابن أبي عاصم في " السنة " ( 1/253 ) ( ح577 ) ، وابن خزيمة في " التوحيد " ( 1/234 ) ، ( ح144 ) ، وابن منده في " التوحيد " ( 1/114 ) ( ح21 ) ، و( ص163 ) ، ( ح46 ) ، واللالكائي في " أصول الاعتقاد " ( 3/389 ) ، ( ح650 ) ، وأبو الشيخ في " العظمة " ( 2/566 ) ، ( ح 204 ) جميعهم من طريق عمرو بن أبي قيس عن سماك به والحديث ضعيف ، كما تقدم ، ومن العلل أيضا :
- ما ورد في متنه من غرابة وهي ذكر الأوعال وتحديد المسافة بينها وبين العرش ، والله أعلم .
التعليق :
1 - أئمة السنة يروون الأحاديث المسندة في باب العقيدة وهي تشمل الصحيح ، والحسن ، والضعيف .
পৃষ্ঠা ৩৪
- 34 - 2 - عمدتهم في مسائل الاعتقاد هي الأحاديث الصحيحة المستفيضة ، أما الأحاديث الضعيفة فيأتون بها للاعتضاد على مسألة ما - مثل الأحاديث التي رواها الطبراني . ورواها أئمة السنة من قبله في مسألة العلو - فالآيات الكثيرة والأحاديث المتواترة دلت على هذا الأصل العقدي المهم .
3 - ودلت أقوال الأئمة على هذه المسألة فمن ذلك ما قعده الخطيب البغدادي بقوله : " وتنقسم الأحاديث المروية في الصفات ثلاثة أقسام :
أ- منها أخبار ثابتة : أجمع أئمة النقل على صحتها ، لاستفاضتها ، وعدالة ناقليها ، فيجب قبولها ، والإيمان بها ، مع حفظ القلب أن يسبق إليه اعتقاد ما يقتضي تشبيه الله بخلقه ، ووصفه بما لا يليق به ...
ب - والقسم الثاني : أخبار ساقطة . بأسانيد واهية ، وألفاظ شنيعة ، أجمع أهل العلم بالنقل على بطلانها فهذه لا يجوز الاشتغال بها ، ولا التعريج عليها .
ج - والقسم الثالث : أخبار اختلف أهل العلم في أحوال نقلتها ، فقبلهم البعض دون الكل ، فهذه يجب الاجتهاد والنظر فيها ؛ لتلحق بأهل القبول ، أو تجعل في حيز الفساد والبطول " (1)
(" جواب أبي بكر الخطيب البغدادي عن سؤال أهل دمشق في الصفات " ( ص66-67 ) . )
.
وقال ابن قدامة : " ينبغي أن يعلم أن الأخبار الصحيحة التي ثبتت بها صفات الله تعالى هي الأخبار الصحيحة الثابتة بنقل العدول الثقات التي قبلها السلف ، ونقلوها ولم ينكروها ولا تكلموا فيها . وأما الأحاديث الموضوعة التي وضعتها الزنادقة ليلبسوا بها على أهل الإسلام ، أو الأحاديث الضعيفة إما لضعف رواتها أو جهالتهم أو لعلة فيها فلا يجوز أن يقال بها ولا اعتقاد ما فيها ... " (2)
(" ذم التأويل " ( ص47 ) . )
.
وأختم هذا التعليق بقاعدة مهمة ذكرها الحافظ الذهبي في مثل هذه الأحاديث التي في إسنادها ضعف ، ولكنها تدل بالجملة على علو الله ، وبعض صفات الله التي تكاثرت النصوص من القرآن والسنة عليها .
(1)" جواب أبي بكر الخطيب البغدادي عن سؤال أهل دمشق في الصفات " ( ص66 - 67 ) .
(2)" ذم التأويل " ( ص47 ) .
পৃষ্ঠা ৩৫