সুন্দুক দুনিয়া
صندوق الدنيا
জনগুলি
فصارت روحي في فمي. ونهض الأول وذهبا يتوثبان ويضربان الهواء بنبوتيهما ويصرخان كالشيطان ويتسابان بأوجع الكلام حتى غلى الدم في رأسي أنا، وأيقنت أن الدماء ستكون أمامي بركة. ثم طير الأول عمامة الثاني بنبوته، فقلت قد صرنا إلى الجد الرائع فالتقطها الثاني بنبوته أيضا، وضرب عمامة الأول فأطارها عن رأسه فوقعت قريبا مني، فجرى الأول في أثرها وتناولها وقال «لا بأس، دقة بدقة والبادي أظلم، ولكن هذا لن يكون آخر ما بيننا، فخير لك أن تكون على حذر وأن تجنب طريقي فإني لا أصفح ولا أرحم، وسيأتي اليوم الذي تكفر فيه عن ذلك بدمك.»
فقال الثاني - أبو الخوارق - إنه مستعد لذلك اليوم، وإنه ينذر الأول من الآن، فإنه لن يستريح ولن يهدأ له بال إلا إذا خاض برجليه في دمه، وأنه يدعه الآن إكراما لأولاده الصغار. وهم كلاهما أن يذهب في طريق، وكانا لا يزالان يتقاذفان بالوعيد والشتائم، ولكن رجلا قميء الجسم - بالقياس إلى هذين الفيلين - قفز وصاح بهما: «قفا لعنة الله عليكما من جبانين، وإلا أطعمتكما هذه العصا.»
ولم يكذب فقد جذب كلا منهما بذراع قوية أطعمه التراب، ثم أوسعهما ركلا برجليه حتى أشبعهما تمريغا وضربا، ولم تمض دقائق حتى انقلبا كلبين ذليلين عند قدميه. فدوى الفضاء بضحكات الجالسين وتهكماتهم، وعانيت الأمرين من كتمان الضحك.
وبدا لي أن قد آن أن أفكر في الرجوع والهروب من هذه الحيرة، ولكن أحد الذليلين - وأحسبه أبا الخوارق - قام ليغسل وجهه ويديه في العين فرآني، فوقف وصاح «هوا من هذا؟» ووثب الباقون فكانوا حولي في أسرع من لمح البصر، وقبل أن أفكر في جواب. وتصايحوا بي فقال الأول: ماذا تفعل هنا؟ قل وإلا أغرقناك في العين.
وقال الآخر: شدوا رجليه ومزقوه!
وقال ثالث: لص بطربوش! ها ها! تعال نعلمك: هاتوا الفرشاة لندهن له وجهه باللون الأزرق السماوي من فرعه إلى قدمه.
فضحكوا جميعا وقالوا: «فكرة بديعة» غير أن الرجل القميء الذي مرغ الفيلين في التراب صدهم جميعا وقال: إنه ليس إلا طفلا؟ ارفعوا عنه أيديكم! ويمينا لأدفنن من يلمسه.
فوضع أحدهم الجردل وترك الفرشاة تهوي إلى الأرض وتتعفر بترابها، وقال المنقذ: تعال إلى النور لنرى ماذا جاء بك إلى هنا، اقعد! كم لك هنا؟
قلت: «دقيقة واحدة.»
قال: «ما اسمك؟»
অজানা পৃষ্ঠা