وَلم يطلبهما فَلهُ أَن يولي عَنْهُمَا، لِأَنَّهُ غير متأهب لِلْقِتَالِ وَإِن طلبهما وَلم يطلباه فِيهِ وَجْهَان١:
أَحدهمَا: لَهُ أَن يولي لِأَن فرض الْجِهَاد فِي الْجَمَاعَة.
وَالثَّانِي لَا يجوز أَن يولي؛ لِأَنَّهُ مُجَاهِد كَمَا لَو كَانَ مَعَ الْجَمَاعَة، وَإِن كَانَ الْكفَّار فِي حصن جَازَ للْإِمَام نصب المنجنيق٢ عَلَيْهِم، وَيجوز أَن يفعل أَيْنَمَا٣ كَانُوا مَا يعممهم بِالْهَلَاكِ من التحريق والتغريق. وَإِن كَانَ فيهم نِسَاؤُهُم وذراريهم ٤ فَإِن النَّبِي ﷺ شن الْغَارة على بني المصطلق ٥ وَأمر بالبيات ٦ ٧ وَالتَّحْرِيق ٨ وَنصب المنجنيق على أهل الطَّائِف ٩.
_________
١ - أصَحهمَا لَهُ أَن يولي، صَححهُ النَّوَوِيّ وَابْن الرّفْعَة، وَقَالَ الْمَاوَرْدِيّ وَهُوَ الظَّاهِر من مَذْهَب الشَّافِعِي. انْظُر: كتاب السّير من الْحَاوِي ٨٩٦، الْمُهَذّب ٢٢٣٤، حلية الْعلمَاء ٧٦٤٩، رَوْضَة الطالبين ١٠٢٤٩، كِفَايَة النبيه الورقة ١٣ من كتاب السّير.
٢ - المنجنيق: آلَة ترمى بهَا الْحِجَارَة وَهِي معربة.
انْظُر: مُخْتَار الصِّحَاح ١٠٦.
٣ - فِي د: (أَيْن مَا كَانُوا) .
٤ - انْظُر: الْوَجِيز ٢١٩٠، الْغَايَة القصوى ٢٩٤٩، منهاج الطالبين ١٢٦.
٥ - سبق تَخْرِيجه ص.
٦ - البيات: هُوَ أَن يقْصد فِي اللَّيلِ من غير أَن يَعْلَم؛ فَيُؤخَذَ بَغْتَةً. انْظُر: لِسَان الْعَرَب ٢١٦.
٧ - قَالَ ابْن حجر: حَدِيث أَنه أَمر بالبيات، هَذَا الْأَمر لَا أعرفهُ وَإِنَّمَا اتفقَا فِي الصَّحِيحَيْنِ على حَدِيث الصعب بن جثامة.. قَالَ الْبَيْهَقِيّ هَذَا مَا ورد فِي إِبَاحَة التبييت. انْظُر: تَلْخِيص الحبير ٤١٠٤، سَيَأْتِي تَخْرِيج حَدِيث الصعب بن جثامة ص ٧٠.
٨ - فِي د: (وَأمر بالتحريق) .
٩ - قَالَ ابْن حجر: رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي الْمَرَاسِيل عَن ثَوْر عَن مَكْحُول، وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فَلم يذكر مَكْحُول، وَذكره معضلا عَن ثَوْر، وَرَاه ابْن سعد عَن قبيصَة عَن سُفْيَان عَن ثَوْر عَن مَكْحُول مُرْسلا، وَأخرجه أَبُو دَاوُد - أَيْضا - وَوَصله الْعقيلِيّ من وَجه آخر عَن عَليّ. قَالَ فِي سبل السَّلَام: أخرجه أَبُو دَاوُد فِي الْمَرَاسِيل وَرِجَاله ثِقَات، وَوَصله الْعقيلِيّ بِإِسْنَاد ضَعِيف عَن عَليّ انْظُر: الْمَرَاسِيل: كتاب الْجِهَاد - بَاب فِي فضل الْجِهَاد ١٦٥، تَلْخِيص الحبير ٤١٠٤، سبل السَّلَام ٤١٣٥٢.
1 / 304