لهذه المنمنمات راجع كتابي: «منمنمة دينية تمثل الرسول من أسلوب التصوير العربي البغدادي» بالنصين العربي والفرنسي، من منشورات المجمع العلمي المصري، القاهرة 1948، وانظر في رسالتي «كتاب الترياق، مخطوط عربي مصور من خاتمة القرن الثاني عشر» بالفرنسية، مع موجز باللغة العربية، من منشورات المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة، تحت الطبع الآن.
4
للفيلسوف أبي نصر محمد بن محمد بن طرخان الفارابي، المتوفى سنة 339ه، «كتاب الموسيقى الكبير» وهو مخطوط، منه نسخة محفوظة في دار الكتب المصرية، رقمها 351 فنون جميلة، مأخوذة بالتصوير الشمسي عن نسخة في إستنبول تاريخها 654ه. ففي الصفحة 459 من هذه النسخة يقول الفارابي:
والألحان بالجملة على ما قد قلناه في موضع آخر: صنفان، على مثال ما عليه كثير من سائر المحسوسات الأخر المركبة، مثل المبصرات والتماثيل والتزاويق، فإن منها ما ألف لتلحق الحواس منه لذة فقط من غير أن توقع في النفس شيئا آخر، ومنها ما ألف ليفيد النفس مع اللذة أشياء أخر من تخيلات أو انفعالات، ويكون بها محاكيات أمور ما أخر. والصنف الأول هو قليل الغناء، والنافع منها هو الصنف الثاني، وهي الألحان الكاملة ...
وأما تفصيل كلام الجرجاني فتجده في «أسرار البلاغة» القاهرة 1939، ص297.
5
أنشر هنا رسالة لطيفة في «الألوان»، لا أعرف لها نظيرا في أدبنا الموروث، وهي تدل على ما في الألوان من قيم رقاق تتصل بالوجدانيات، حتى إنها تثير في النفس الزكية ضروب الفرح أو الغم، وهذا من أحدث المسائل التي يتناولها اليوم علماء النفس في الغرب.
عثرت على هذه الرسالة في مخطوط محفوظ في «الظاهرية» بدمشق فنسختها، وعنوان المخطوط: «كتاب مفرح النفس»، وهو يقع في ثلاث وثلاثين ورقة، ضمن مجموعة رقمها 32، ليس على المخطوط تاريخ، ومرجعه إلى المائة الثامنة اعتمادا على نوع خطه، وأما اسم المؤلف فقد ورد في الصفحة الأولى «تصنيف العالم الفاضل شرف الدين أبي نصر محمد بن أبي الفتوح البغدادي ثم المارديني المعروف بابن المرة».
وهذا الكتاب المخطوط يشتمل على عشرة أبواب؛ الأول: مقدمة في ذكر النفس وبعض أصولها، وسائر الأبواب في أصناف اللذات المكتسبة للنفس من طرائق الحواس المختلفة، ويجد القارئ ها هنا الباب الثالث (من صفحة 4ب إلى 7أ)، وهو الخاص باللذة المكتسبة للنفس من طريق حاسة البصر، والأبواب كلها مشتركة بين الطب والحكمة والتصوف، على طريقة العصور الوسطى.
وفي أثناء التحري أصبت نسختين من هذا المخطوط: الأولى في دار الكتب المصرية، رقمها 483 طب، تاريخها 1196ه، والثانية في خزانة القديس يوسف لليسوعيين ببيروت، رقمها 392، وتاريخها 1329ه، هذه منقولة نقلا عن نسخة الظاهرية، وتلك تطابق هذه مع خلاف يسير، وقد عولت في نشر الرسالة على نسخة الظاهرية، وذكرت في الهامش رواية النسخة المحفوظة في دار الكتب المصرية، مشيرا إليها بهذا الحرف: «ق».
অজানা পৃষ্ঠা