ثم أقبل عليه الشيخ خميس بن رويشد يستظهره على الظاهرة، فجهز الإمام جيشا وسار بنفسه وكان الله حافظه وناصره حتى نزل - حفظه الله - الصخبري من بلاد السر الفاخرة ، ونصروه أهلها ورجال الضحاحكة بالمال والرجال، وسار منها قاصدا حصن الغبي وفيها جمهور آل هلال، وعندهم أقوام من البدو وحضر في تلك الأيام، فحاربهم مولانا الإمام، ودارت رحى المنون ما بين الأقوام، وسعرت ما بينهم نار الحروب واشتد لها الضرام، وامتد قسطل الماقط وأسود القتام، وقتل جاعد وهو أخ الإمام بعدما جاهد في سبيل الله بالحسام، وشهد له الجمع بالكفاح والصدام، حتى عاين الضيم منه شيئا إمرا، وقال في ذلك شعرا:
لقد خاب ذو ظلم وقد كاب عابد =وقد دان ذو بغي وقد لان جاحد
وقد ظهر الحق المبين وأسعرت =كوكب سعد الدين والله عاضد
إذا ما احتبى الرحمن عبدا أماته =على فطرة الإسلام وهو يجاهد
إمام الورى لا تبتئس بحماسة =هنيئا له في الحشر مما يشاهد
إمام الورى في قتله نعم مغنم =إذا برزت للفائزين الفوائد
فطوبى له بالحق والنور والبها =إذا عددت للطائعين المحامد
فمن قصده الرضوان والفوز بعده =يجز منهجا فيه توجه جاعد
فيا رب جل والطف علينا برحمة =وبوئه الفردوس إنك واحد
وكن عند إيحاش الخليفة مؤنسا =له إنك المعطي الجزيل ورافد
عليه من الرحمن واسع رحمة =وعفوا له ما قام لله عابد
جزاؤك في المال مع الرضا =وحسب امرئ يدعوك إنك واحد
له قد أعد الله في الخلد منزلا =به الحور والولدان ثم الولائد
قد اختار مولانا الجنان له غدا =بحسن جهاد والمهيمن شاهد
فلا زال مولانا الإمام ونورت =لنا جمع مبرورة ومساجد
ووافاه من ضنك خميس بن راشد =إلى الحق يدعوه إلى ما يكابد
وقد جاء الضحاك بالجيش مقبلا =إلى صخبري السر إذ لا يعابد
أجاب الدعاء فورا وقام مشمرا =وللغضب في هام العدا هو عامد
পৃষ্ঠা ১১