সিরাত মুলুক তাবাসিনা
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
জনগুলি
وتوقف ملك بعلبك يشهد بنفسه من كوة أعلى أبراج قلاعه، غبار موكب الملك التبع في جبروته محاطا بهوادجه وكواكب فرسانه، وفي إثره موكب وزيره، العاقل الحكيم يثرب.
وهنا تدافعت دقات قلبه مما سيحدث هذه الليلة الليلاء، التي قرر أن يضع فيها حدا لهواجسه ومخاوفه.
حتى إذا ما قارب موكب الملك التبع ذو اليزن مشارف الحصون الأمامية للمدينة نزل ملك بعلبك مسرعا متبوعا بحاشيته ومقربيه، وقد نشر الزينات والأعلام اليمانية شمالا وجنوبا مرحبا بالتبع ذو اليزن. - شرفت ديارك.
واصطحبه من فوره إلى حيث اعتلى معه عرشه الهائل وأجلسه أعلى منه منزلة.
ومدت موائد الطعام والشراب، وعذب السمر، وخلال كل ذلك ازداد الملك بعلبك شحوبا حتى إنه لم يجرؤ على أن يشير للتبع مرحبا إلى حيث موائد الطعام.
وتزايد اكفهراره أكثر، حين لاحظ أن الملك ذو اليزن ووزيره يثرب أو أيا من مرافقيه لم يقرب أيضا طعاما أو شرابا.
بل إن الوزير «يثرب» نادى أحد مقربيه وأسر له بشيء لم يسمع، تواتر من فوره إلى جموع الضيوف في ذات الصمت الحازم.
هنا تزايدت هواجس الملك المضيف، وهو يرقب ما يحدث، من دون أن يعرف فحواه، وتساءل: تراهم قد عرفوا بأهوال هذه الوليمة المسمومة!
وحاول دفع الملك ذو اليزن إلى المشاركة في الغناء والطرب، جاذبا اهتمامه إلى مهارة حلقات الراقصين وهم يدقون الأرض في تناسق متناغم عرف عنهم منذ القدم، وجاءت به الكتب والأسفار القديمة، وشاركه التبع ذو اليزن مؤكدا، في صفاء عن مدى مهارتهم وحسن غنائهم وإيقاعهم.
وعم الحفل لحظة وجوم امتدت ثقيلة إلى أن قطعها سقوط بعض اليمنيين صرعى بعدما تسرعوا وأكلوا الطعام المسموم يعانون في صمت وأصوات مكبوتة، مما دفع بالتبع ذو اليزن، إلى مقاربة ملك بعلبك مسرا في أذنه قائلا: مرادي أن أنازلك أيها الملك في الميدان!
অজানা পৃষ্ঠা