সিরাত মুলুক তাবাসিনা
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
জনগুলি
أما الوزير «يثرب» فقد توجه من فوره للزيارة والحج إلى بيت الله، مما أوغل صدر التبع، فحاول مهاجمة بيت الله متجبرا، وبذل الوزير غاية حكمته محذرا إياه، الذي تراجع من فوره متخاذلا، ثم انسحب واهنا إلى مضاربه فلزم فراشه مكفهرا مريضا، غير قادر على اتخاذ أي قرار.
ولزم الملك فراشه أياما يعاني من آلامه المبرحة التي ألمت به، وعجز حكماؤه عن شفائه، إلى أن ثقل عليه المرض وأصبح يهذي بلا طائل، طالبا ومستنجدا بوزيره، المقرب يثرب شاكيا له: أيها الوزير العاقل الخبير يثرب، أخبرني بما دهاني؟
وهنا أخبره الوزير، بأن ما اعتراه من مرض عضال بسبب تطاوله على بيت الله الحرام، الذي شيده إبراهيم الخليل وبكره إسماعيل - أبو العرب - مزيدا: فللبيت رب يحميه، أيها الملك.
هنا تحامل الملك ذو اليزن، متخذا طريقه إلى حيث الكعبة فأومأ إليها مثله مثل بقية خلق الله، إلى أن أتم حجه.
ثم أمر بكسوتها بغالي الديباج وتزيينها بالذهب والفضة ونفيس الأحجار الكريمة التي كانت في حوزة التباعنة.
وحين عادت إلى الملك عافيته، وزالت عنه أمراضه وآلامه، دأب على كسوة الكعبة واستكمال ما يلزم من زينتها ومنشآتها.
بينما طاف الوزير الوادي المزهر المتاخم الذي يعبقه رحيق العطور؛ عاقدا العزم على إقناع الملك بالبقاء في تلك الربوع التي تعيد للنفس صفاءها.
ورجع التبع ذو اليزن إلى رأى وزيره بمواصلة البقاء في رحاب «بيت الله»، دون استعجال المسير.
أما الوزير «يثرب فقد أخبر الملك مطولا بتاريخ بيت الله، وما سبق أن تعرض له تباعنة اليمن من أسلافه الذين حاولوا مجرد الاقتراب منه دون خشوع، ومنهم «يعرب بن قحطان».
أما الوزير فقد استغرقه حلم أجهده طويلا، وهو بناء مدينة تشرف على هذا الوادي البهيج، ومن فوره عقد العزم، واجتهد في تخطيطها وعمارتها، وشق أساساتها، ورفع أسوارها وتعمير قصورها ودورها ومضاربها وأسواقها وما أجراه من أنهارها.
অজানা পৃষ্ঠা