সিরাত মুলুক তাবাসিনা
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
জনগুলি
أرخت فجأة ذراعيها منكسة، كمن أسقط في يدها يائسة، من فداحة الأخبار الأخيرة التي حملها إليها رسلها وبصاصوها الفارون الذين عادوا أدراجهم إثر الانتصار الأخير الجديد الذي أحرزه كليب بن ربيعة على جيش عدن وصنعاء. - يا للعار.
اندفعت البسوس من فورها صارخة في وصيفاتها : أين الجثمان؟ - بالقاعة الغربية يا مولاتي.
مضت من فورها متشحة بخبائها الأسود عابرة صفوف المعزين من رجال ونساء، إلى أن وصلت إلى حيث التابوت الحجري الجرانيتي الذي ووري فيه جثمان الأمير «عمران القصير» مشيرة للحراس برفع الغطاء حتى إذا وقعت عينا البسوس على الجثمان المسجى بلا رأس، تراجعت كالمشدوهة من رهبة المشهد: أين الرأس؟ - سمره كليب على بوابات دمشق إلى جوار رأس التبع حسان.
صرخت من فورها: والرجال، أين الرجال في حمير؟! أين؟! أين؟!
عم صمت طويل، لم يقطعه سوى نهنهة النساء وعويلهن في خفوت وتحسر.
عادت من فورها إلى مضجعها، عاقدة العزم على تنفيذ انتقامها المبيت من جميع التغلبيين الفلسطينيين وآل مرة اللبنانيين. - أشفي غليلي من كليب وتلك الملعونة، الحية الرقطاء، الجليلة بنت مرة.
وهكذا بدأت البسوس تخطط لانتقامها المقبل، ومن المعروف أنها كانت تحمل العديد من الأسماء والألقاب منها: سعاد، وتاخ يخت، وهند، والبسوس، بالإضافة إلى الاسم الذي يرد في الأدب العربي الكلاسيكي «الهيلة».
وقد قامت ملاحم التباعنة لتنسج عن البسوس ملاحم كثيرة أضفت عليها هالات أسطورية وحدتها مع المتنبئة الشاعرة الطروادية «كاساندرا»، مثل قصة حبها وزواجها المشابهة لما وقع بين «أبولو وكاساندرا» وانتهى بزواجهما في النهاية.
فلقد كانت سعاد أو البسوس منذ مطلع شبابها فاتنة باهرة الجمال فصيحة اللسان شديدة البأس دائمة الترحال.
كانت تركب الخيل في الميدان وتبارز الفرسان، واشترطت ألا تتزوج إلا من يقهرها في ميدان القتال.
অজানা পৃষ্ঠা