সিরাত মুলুক তাবাসিনা
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
জনগুলি
تراجع مأخوذا من هول المفاجأة غير المتوقعة التي واجهته بها تلك المرأة الدموية اللغز. - أين؟ - هنا على كرسي التباعنة العظام.
استدار من جديد مبتعدا متحسسا مقبض سيفه، في ذات اللحظة التي خطت فيها المرأة جالسة بكل ثقلها على الكرسي نفسه وفوق رءوس الحيات الجائعة الزافرة، التي خف فحيحها مستحيلا إلى مثل خوار خافت. - اسمع جيدا ما أقول يا حسان بن أسعد.
جاءه صوت أبيه المحتضر محذرا بطريقة لم يعهدها من قبل فيه، وكانت تلك آخر كلماته. - في كل ما تقول لك سيدة الجبل، اسمع جيدا.
تساءل غير مصدق: ماذا يحدث؟
عم صمت طويل، بدا فيه وكأن المرأة - الكاهنة - تستعرض أمامه قدرتها المعجزة غير العادية في الجلوس على الكرسي المليء بالحيات أمامه وأكداس حليها الذهبية اللامعة، تضوي وتلمع كمثل جمر متقد على أسطح جسدها البرنزي القائم.
جيدها، ذراعاها، خلاخيلها.
بل إن ما ضاعف من اندهاش التبع حسان، هو استسلام تلك الحيات منتصبة الرقاب، فاغرة الأفواه لجلستها على هذا النحو المشع بكل جسارة وتحد. - ماذا يحدث؟
تساءل بينه وبين نفسه، في ذات اللحظة التي اعتدلت فيها المرأة على ذلك الكرسي - المرعب - الذي ادعت منذ هنيهة بأنه «كرسي التباعنة العظام»، وأنه ما من حاكم لحمير، توانى عن الجلوس عليه على ذات رءوس الثعابين والحيات. - اسمع جيدا لما أقول.
من جديد اختلط صوتها، بوصية أبيه الواهنة له، والتي ربما كانت آخر ما نطق به من كلمات قبل أن يغمض عينيه، تائها في غيبوبة احتضاره إلى أن تلاشى عن الوجود. - في كل ما تقول لك سيدة جبل ضهر، اسمع لقولها.
مضت توغل في تأمله طويلا صامتة، ومتشاغلة بتلميس رءوس حياتها بكف يدها، في حنو. - تقدم يا حسان بن أسعد.
অজানা পৃষ্ঠা