সিরাত মুলুক তাবাসিনা

শওকি আব্দুল হাকিম d. 1423 AH
142

সিরাত মুলুক তাবাসিনা

سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا

জনগুলি

وكان سيف الطفل بدوره يبدو سعيدا فرحا متوقد الذكاء منفتحا على المعرفة والاستزادة، بل وكثيرا ما طالب هو أمه الانسلال معا، وبعد أن ينام كل من في القصر والمدينة وحتى أقرب المقربين إليهما، إلى حيث يحفظ كتاب النيل.

فكانت قمرية تحرص بالذات على مخطوطات ذو اليزن، حول النيل ومكوناته وأسراره حرصها على حدقتي عينيها هي، فلم تطلع أحدا على خزائنها حتى وزيرها الأول «يثرب» حفاظا على وصية الملك بإيصالها إلى ما في بطنها حسب أمنيته. - هيكل، سيف، ولدي.

حتى إذا ما شب الغلام - سيف - وأصبح قادرا على القراءة، بدأت قراءاتها معه لمدونات والده الخطية، وهي تصب الكلام في أذنيه صبا ليحفظه ميسرا عن ظهر قلب.

كانت في كل حالاتها تتحسب لذلك اليوم المرتقب الذي سينتزع الطفل فيها من بين أحضان صدرها، ليربى في الخفاء بعيدا عن بطش سيف أرعد وأذرعه الطولى على طول غابات أفريقيا ومنافيها.

وكان كثيرا ما يستبد بها الشوق والحنين إلى رؤية وليدها التي حرمت منه منذ طفولته وصباه، كأي أم بسيطة. - سيف، وحيدي.

وكان يشتد بها ذلك الحنين الطاغي، خاصة في أيام الشدة والضيق بسبب عدوان ملك الأحباش، وذلك التحدي الكبير الذي فرضه عليها فرضا؛ بسبب الانتقام - الشخصي - منها. - حية أحمرا الرقطاء.

وفي مثل تلك اللحظات العصيبة، لم تكن قمرية تجد مخرجها إلا بإعادة السؤال - لوزيرها يثرب - عن ولدها ومصيره وأخباره المنقطعة عنها منذ سنين. - سيف، أما زال حيا يرزق. - هنا يقاربها يثرب بهدوئه وما عرف عنه من حكمة وبعد نظر قائلا: اهدئي أيتها الملكة، اهدئي فالأمير سيف يحيا في أحسن حال. - أين؟

هنا يستبد الصمت بالوزير الحكيم فلا يقدر على الإفصاح حتى لها هي، أمه، بمكانه ومخبئه. - أين؟!

الفصل الثاني والعشرون

حروب النيل

অজানা পৃষ্ঠা